بضعة أيام تفصلنا على استقبال العام الميلادي الجديد 2022، يبدأ المواطنون حول العالم طقوس توديع 2021، والاستعداد لاحتفالات عيد الميلاد المجيد «الكريسماس»، في 25 ديسمبر بالغرب، و7 يناير في بلدان شرق الأرض، ومنها مصر، حيث لا تتوقف مظاهر الاحتفال على الأخوة المسيحيين فقط، بل يحتفل به المسلمون أيضا، ما يثير العديد من التساؤلات حول حكم الدين في الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية.
هل الاحتفال برأس السنة الميلادية حرام؟
سؤال تتلقته دار الإفتاء المصرية كل سنة تقريبا في هذا الميعاد وهو أول شهر ديسمبر، وجاء هذا السؤال منذ دقائق لدار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي الإليكتروني، حيث طرح أحد المواطنين مجموعة من الأسئلة في هذا السياق، مضمونها: «هل الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، بما تتضمنه من مظاهر الاحتفال كتعليق الزينة، حرام شرعًا أم حلال؟ وما حكم تهنئة المسيحيين فيه؟ وكيف نرد على من يدَّعي أن ذلك حرام، لأن فيه مشاركةً لغير المسلمين في أعيادهم وشعائرهم؟ أو بدعوى أن يوم الميلاد لم يأت إلا مرة واحدة، فهو يختلف عن نظيره في كل عام؟».
دار الافتاء: مظاهر الاحتفال والتهنئة جائزة شرعا
ومن جانبه جاء رد دار الإفتاء المصرية، وأكدت دار الإفتاء، أن الإحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم -على نبينا وعليه السلام-، بما يتضمنه من مظاهر احتفالية والتهنئة به «جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا، من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام».
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الشريعة أقرت الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر، إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية.
النبي محمد أولى الناس بالمسيح
وأوضحت دار الإفتاء، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات.
وأضافت، أنه كلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية، فالمسلمون مأمورون أن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية، ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.
عبدالله رشدي عن تصريح الإفتاء: «لا تعليق»
وعلى هذا الصدد صرح الداعية عبدالله رشدي لـ «موقع أوان مصر»، لا تعليق على رد دار الإفتاء المصرية.
وفي مثل تلك الأيام سنة 2020، إن رأس السنة الميلادية أو «الكريسماس» كأي يوم وليس له أي ميزة أو خصوصية، موضحا أنه لا يفعل فيه أي شيء زيادة عن الأمور المعتادة، وليس له أي مكانة أخرى «زيادة عن أي يوم»، وتابع قائلا «أنا شخصية لا أحتفل ولا أرى أمرا يستحق الاحتفال غير عيدي الفطر والأضحي».
وتابع رشدي، في فيديو بثه على صفحته بموقع «يوتيوب» بعنوان، «أين سيحتفل الشيخ عبدالله رشدي بالكريسماس هذا العام؟»، ليجيب رشدي، قائلا «تغمرني السعادة ببعض المناسبات الدينية كالهجرة والإسراء والمعراج وتحويل القبلة، وأفرح بكل ما منّ به الله على أمة الإسلام وولد آدم، فأفرح بمولد نبي الله موسى ونبي الله عيسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم».
وأكد رشدي أن السنة التي يعترف بها هي السنة الهجرية، وواصل «وهي التي تتعلق بها الأحكام الشرعية، وهي التي تحدث عنها الله سبحانه وتعالى في القرآن فقال فيها «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ»، إذا التوقيت الذي يريد الله أن نتعامل به هو التوقيت الهجري وهي السنة التي بها 4 شهور حُرم وهي السنة الهجرية.
حساب زكاة المال على السنة الميلادية خطأ
وقال رشدي إن كتير من الناس عندما يحسب زكاة المال يحسبها على السنة الميلادية، وهذا خطأ لأن السنة الميلادية أكثر من الهجرية، وبالتالي قد يحدث تأخيرا في إخراج الزكاة وهي فرض، كما أن هناك من يريد تقسيط الزكاة، وموضحا أن من يريد التقسيط يقسط مقدار زكاته مقدما وليس مؤخرا.
أي تجمع به عري ومسكرات حرام
وتابع، «أصلا المسلم لا يجوز له أن يحتفل ولا أن يشهد، حتى لو في عيد الفطر والأضحى، أي مشاهد خارجة، فأي تجمع فيه عري وشرب المسكرات والمعازف بهذه الصورة، لا يجوز للمسلم أن يشهجعا، ولا أن يكون موجودا فيها ولا أن يربي أولاده على قبول ذلك بالعكس المسلم يبتعد ويفر بدينه عن كل ذلك».