الطبيب هو إبن هذا الشعب و هذه الأرض و هو مثله مثل جميع المصريين شديد الأنتماء لهذه البلد و هذا الشعب و لكنه يمارس عمل شاق و مجهد قد يستغرق يومه كاملآ مثله مثل الكثير من العاملين بالأعمال الشاقة فهو يقضى يومه بين المرضى و غرف العمليات و الأبحاث العلمية مع شدة تركيزه في عمله لخطورته و مما لا شك فيه أن دور الأطباء في مواجهة الأمراض و الأوبئة أنهم يمثلون خط الدفاع الأول في مواجهتهم و هو من صميم عملهم.
و لكن في الفترة الأخيرة وجدنا حملات مسعورة ضد الأطباء لا تتناسب أبدآ مع الدور الملقى على عاتقهم في هذه المرحلة و لا مع جلال الموقف الحالي المتمثل في إنتشار و تفشى وباء كورونا.
لقد أستغل البعض حادثة وفاة أحد الأطباء الشبان بمستشفى المنيرة بفيروس كورونا و حاول إشعال نار الفتنة فيما بين الأطباء و الشعب مستغلآ القصور الإدارى و الطبي المتسبب في وفاة الطبيب الشاب رحمه الله.
إن الطبيب كان في الماضى يطلق عليه الحكيم لحكمته و لكن بكل أسف فقد تخلى بعض الحكماء عن حكمتهم في هذا الموقف و وجدنا بعض الأطباء يهددون بالأستقالة و ترك المستشفيات و معركة مواجهة الوباء و هم قلة لا يمثلون عموم الأطباء و أخذتهم حماسة الشباب ففعلوا ما فعلوا و وجدوا من يشعل الموقف مستغلآ حماسهم و شدة تعبهم في مواجهة هذا الوباء و دون إمكانات حقيقية لهذه المواجهة.
إن حقيقة المشكلة هي ضعف أو خلو المستشفيات من ثمة إمكانات تذكر تحت يد هؤلاء الأطباء الذين يمارسون عملهم في ظروف غير أدمية بالمرة بل و بدون إمكانات حقيقية بل و بدون مستلزمات طبية تحت يدهم و مع ضعف الأمكانات تساوى الجميع أمام الوباء اللعين فالطبيب مثل المواطن فالجميع تساوى مع ضعف الإمكانات و سوء التخطيط لمواجهة الأزمة و لكن شعور الأطباء بالخطر الداهم لكونهم في المواجهة الأولية للوباء له ما يبرره و لكننا نطالبهم بالحكمة و الصبر على ما عم البلاد و العباد من هذا الوباء و نشد على أيديهم بالوقوف مع أبائهم و أمهاتهم و اخوتهم المرضى فهذه شيمة الحكماء في الماضى و على أبناء الحاضر التأسى بأخلاقيات الماضى و لكننا في نفس الوقت نناشد الدولة سرعة تلبية متطلبات المستشفيات و الأطباء و توفير الأجواء المناسبة لهم في عملهم فكلنا نعلم حجم الكارثة في المستشفيات الحكومية و أن هؤلاء الأطباء فقط هم من يواجهون هذه الكارثة وحدهم مع شعورهم بعدم القدرة على تحمل هذا الوضع الكارثى.
و للحديث بقية طالما في العمر بقية.