تحدث القرآن الكريم عن الأشهر الحرام، مبينًا فضلها الكبير، موضحًا موعدها ومتى تبدأ، والأشهر الحرام هم أربعة أشهر هم: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. وأطلق عليها الحرم، لقداستها وعظم ارتكاب الأخطاء فيها، كما أنها من الشهور التي حرم الله فيها القتال “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير”.
ومن جانبه أعلنت دار الإفتاء المصرية خلال بيان لها عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن غدًا الأربعاء الموافق الـ 1 من شهر يوينو لعام 2022 أول أيام شهر رجب، والثلاثاء المتمم لجمادى الآخر.
وأشار لها القرآن الكريم في سورة التوبة، بالآية رقم 36 من السورة: «إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ».
وأوضحت دار الإفتاء المصرية من قبل، تحديد هذه الشهور، وأجابت بأحاديث من رسول الله صلى الله عليه وعلى أهله وسلم، عندما قال: “إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ” وهو حديث صحيح رواه البخاري.
ومن الآداب المتبعة خلال الأشهر الحرام، هي حرمة القتال أو حتى البدء فيه، إلا إذا كان في بعض الحالات كـ دفاعًا عن النفس والأرض والعرض، كما يجب الحذر من الوقوع في الإثم أو الخطايا أو تعمد فعل السيئات. كما تغلظ في تلك الأشهر دية القتل وفقا لكثير من العلماء. كما يكون ذنب الظلم فيها مضاعفا.
وكما تتضاعف الذنوب أضعاف مضاعفة في الأشهر الحرم إذا ما ارتكبت خلال تلك الشهور العظيمة، فهي لها فضائل عند الله سبحانه وتعالى فإن الحسنات والأعمال الطبية والأجر، تتضاعف، ويستحب فيها الاقتراب من الله والسعي لنيل رضوانه. ويستحب فيها كذلك الصيام وكثرة قراءة القرآن.
وقد قيل في حكمة من قبل تحريم هذه الأشهر أن رجب يسبق شعبان ورمضان، فتكون فرصة للشخص للتوقف عن الذنوب وفعل ما بوسعه للتقرب من الله عز وجل من الدعاء والصلاة وقرأة القرآن، وفرصة كبيرة للتخلص من ارتكاب المعاصي، استعدادا لتلك الأيام التي فرض الله فيها الصيام. كما أن الحج يكون في بعض أيام هذه الشهور الأربعة، فتكون النفس أنقى، ومتفرغة للطاعة.
ما لا يجوز في الأشهر الحرام
اختص الله الأشهر الحرام الأربعة بزيادة التحريم عن المعاصي، والتقرب من الله عز وجل قدر المستطاع في تلك الليالي وتعد انتهاك لحرمة هذه الأشهر، فقال الله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُم»، يعد الظلم في هذه الأشهر الحرم هو أعظم خطيئةً قد يرتكبها الإنسان المسلم خلال هذه الأشهر، ويشمل الظلم في الآية المعاصي كلها الكبير منها والصغير، من فعل مُحرم أو ترك واجب، كما يشمل الظلم ظلم الإنسان في حقوق الله، وظلم الإنسان لنفسه، وظلم الإنسان للإنسان، وظلم الإنسان لأى مخلوق، يشار إلى أن الظلم في هذه الأشهر أشد في الإثم من الشهور الأخرى، لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» سورة الحج الآية 25.
الأدعية المستحبة في الأشهر الحرام
- ـ اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وأجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك ربي من الشر كله، عاجله وأجله ما علمت منه، وما لم أعلمه، اللهم خير كل ما سألك به عبدك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر كل ما استعاذك منه عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وكل ما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك ربي من النار، وكل ما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك أن تجعل كل قضاء تقضيه لي خيراً.
- ـ اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
- ـ اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، كما أسألك ربي شكر نعمتك، وحسن عبادتك، ربي أسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك خير ما تعلم.
- ـ اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، واحمني إنك أن الغفور الرحيم.
الأعمال المستحبة في الأشهر الحرام
- ـ الإكثار من الأعمال الصالحة، والاجتهاد في الطاعات.
- ـ أداء العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.
- ـ ترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه.
- ـ الإكثار من إخراج الزكاة الصدقات.