كتب/أحمد ماجد
شهد القرن الواحد وعشرين تطوراً كبيراً وطفرة تكنولوجية أصبحت مرتبطة بحياتنا اليومية بشكل بالغ الأهمية ، وبقدر الإستفادة التي وفرها لنا الإنترنت في عصرنا الحديث، إلا أن هناك خبايا بالغة الخطورة ، وتشكل على حياتنا خطراً جسيماً ، مما يدفعنا اليوم أن نحاول إيصال تلك الرسائل والمعلومات ، إلى كل منزل وكل من يحمل هاتف جوال ، وكل من يستخدم الإنترنت للحذر التام ، وعدم الإنسياق وراء الفضول الذي يدفعنا أحياناً إلى الهلاك.
عن الإنترنت:
بعد خروج الانترنت للنور من وزارة الدفاع الأمريكية كانت المشكله وقتها عدم وجود ما يحمي خصوصية المستخدمين، مما يجعل بيانات ومعلومات المستخدمين متاحه لوكالات الاستخبارات في جميع البلدان، ومع زيادة عدد المستخدمين للأنترنت بدأت الحكومه الأمريكية وتحديدا البحرية الأمريكية مشروعا لأخفاء الهوية والتشفير على الانترنت في منتصف التسعينات وهو المتصفح المعروف torحاليا بأسم. «تور»
وقامت وكالة الأبحاث المتقدمة بأمريكا بتطوير المشروع وبحلول عام2004 تم نشر كود المشروع مجانا ليكون المصدر مفتوح لجميع المستخدمين، وعملت الكثير من منظمات التي تنادي بالخصوصيه على هذا المتصفح وقامو بتطويرة وأشتركت الكثير من الشركات والجامعات لتطوير المشروع، واستخدامك لمتصفح تور يجعلك مجهول الهويه وسط مجموعه من المجهولين
تسريبات ويكيليكس: السحر ينقلب على الساحر.
أعترف جوليان أسانج مؤسس موقع التسريبات المشهور ويكيليكس بعد أن تم القبض عليه ومحاكمته بأستخدامة متصفح تور لنقل هذة التسريبات بسرية تامه، والتي هزت عرش دول عديدة مث أمريكا وبريطانيا.
ظهرت بعد ذلك مجموعه “المجهولين” وبدأت تنتشر حول العالم بأختلاف توجهاتهم وأماكنهم ، وبدأ أعضائها يشجعون الكثير من الأحداث التي تحدث حول العالم منها ثورات الربيع العربي ونشر الكثير من دروس الهاكر، وأختراق الكثير من المواقع الألكترونيه للحكومات المناهضة للحريات وحقوق الأنسان.
الانترنت العميق أو الخفي يمثل اكثر من 96% من مساحة الأنترنت الحقيقه، وهذا يعني أن كل مانستخدمه لا يتعدى حاجز 4%، وهناك الكثير من المواقع الخاصة والمعلومات الأستخبراتيه وفهارس البحث الغير متاحة للعثور عليها عن طريق محركات البحث العادية، والعديد من الأبحاث الحكومية والعلمية.
ويقع داخل الانترنت العميق جزء يسمى الأنترنت المظلم يوجد علية العديد من المواقع المخفية ومحتوى غير متاح بسهولة، ويعد سوق سوداء ألكترونية، وبيئة رائعه جدا لممارسة الأعمال المخالفة للقانون، مثل موقع “سيلك رود” وكان أشهر مواقع بيع المخدرات على الأنترنت والذي تخطي حجم التجارة به 1.5 بليون دولار ، قبل أن تغلقة وكالة الأستخبارات الأمريكية والقبض على مدير الموقع.
وظهر بعد ذلك الكثير من المواقع لتجارة المخدرات والسلاح بجميع أنواعه والتجارة في الأوراق الحكوميه المزورة بجميع أنواعها ، وهناك أيضا أسواق خاصه للتجارة في بطاقات الأئتمانية المسروقة والتي يستخدمها التجار لحماية هويتهم من ان تكشفها الحكومات، ويوجد أيضا قتله مأجورين تدفع لهم لأغتيال شخصيه تحدد مكانها وهويتها .
وانتشرت بشكل غير متوقع جنس الأطفال وبيع الأعضاء والهواتف المسروقه ، وهناك مواقع تبث بشكل مباشر عمليات قتل أو الجنس مقابل مبالغ مالية ، وتتوفر أيضا خدمات الأختراق مقابل مبالغ مالية ودروس تعليم الأختراق، ويجد الأرهابيين في الانترنت المظلم مكان أمن للترتيب لعملياتهم الأرهابية والمراسلة بشكل أكثر أمانا وتحميل دروس تعليمية وتدريبيه لكل من يعاونهم، ووصل حجم المواقع على الأنترنت المظلم أكثر من 50 ألف موقع منهم 20 ألف في روسيا فقط.
يستخدم التجار على البلاك ويب عملة ألكترونية تسمى “البتكوين” ، لتتم عمليات البيع والشراء بينهم بشكل سري ، وبدأ ظهور العملة على يد أحد المبرمجين اليابانيين في عام 2007، وتم أطلاقها رسميا في عام 2009، وكان هدفها هو الأستغناء عن السلطات المركزية التي تمر العملة خلالها من مستخدم لمستخدم وأنشاء أقتصاد مجهول يمنح السرية والتشفير للمتداولين، وتخطت قيمتها في نهاية العام الماضي حاجز الألف دولار.
ومن ناحيته تسائل الدكتور محمد الجندي أحد أهم الخبراء في مجال التكنولوجيا والانترنت عن لماذا لا يتم حجب المتصفح تور قال: الحكومة الأمريكية لم تقم بأغلاق أو حجب المتصف تور حتى الأن لأنه يخدم مصالحها الشخصية في أرسال واستقبال الرسائل المشفرة، وباقي الدول لا تستطيع حجبة لأنه يكلف الكثير من الأموال وهناك الكثير من الطرق لأعادة تشغيلة مجددا.
وأضاف الجندي: هناك الكثير من المصريين يستخدمون المتصفح تور من بداية ثورة 25 يناير، وهو أحد أهم أسباب ثورات الربيع العربي، والبلاك ويب يعد مجهول لمعظم أجهزة الأستخبارات وخاصة دول العالم التالت.
وتحدث عن هل استخدام مثل هذة المتصفحات أمن قائلا: لايمكن التأكد بنسبة 100% لأنك تكون مجهول وسط جماعة مجهولة لديها قدرات عالية في الأختراق، ويمكن أن يتم كشف هويتك عند تحميل أحد بياناتك أو تحميل أحد الملفات.
أحمد حسن- طالب بكلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر، وتحدث عن تجربته قائلا: كان لدي فضولا لمعرفة ما يدور في هذا الجزء من الانترنت، فبدأت بتعلم طريقة الدخول، وتصفحت الكثير من مواقع السلاح والمخدرات والهواتف المسروقة التي تباع بشكل كبير جدا، ولكن توقفت سريعا بعد قراءة العديد من المقالات التي تؤكد على خطورة تصف هذة المواقع الألكترونية.
وقال عز الدين مشهدي – بكالوريوس هندسة- : بدأت الدخول في البلاك ويب أو الانترنت المظلم بغرض تعلم دروس اختراق الأجهزة الالكترونية و المواقع الألكترونية، وحاولت كثيرا الوصول لمثل هذة المواقع ولكن فشلت وأكتفيت بمشاهدة مواقع تجارة الأعضاء والمخدرات والسلاح.
وأضاف م.ع: عرفته عن طريق الانترنت من أكثر من عام ، لم أجد مخاطر أثناء دخولة ولكن وجدت مشاهد مرعبة مثل جنس الأطفال المحرم دوليا وتصوير وبث افلام قتل حقيقية وشرب دماء الضحايا، ولم أجرب بشراء شئ من هناك خوفا من أن تتم كشف هويتي الحقيقية.
وقال أبوداب شاب سعودي: بدأ الموضوع بتحدي مع أحد صديقاتي، وقمت بالدخول بالفعل ووجدت صعوبة في العثور على عناوين هذة المواقع، ولفت نظري موقع يسمى الغرفه الحمراء لا يمكن الدخول إليه إلا بعد دفع مبلغ من المال ، يقال أنه يتم البث المباشر بداخلة لعمليات التعذيب والقتل وجنس الاطفال، ورأيت مواقع بيع أوراق مزورة و أعضاء بشرية وبنات قواصر ظننت اننا عدنا لعصر ماقبل الجاهليه، ووجدت موقع غريب لم أفهمه لبيع التراب وموقع أخر لبيع رساله على جسد فتاه، ولا أنصح أحد بالتجربة لأنه من الممكن أن يسبب عقد نفسيه.