مشمش العمار أحد أهم الزراعات الإستراتيجية التى حققت شهرة واسعة على مستوى الجمهورية، بل على مستوى العالم ، هذا العام أصبح فى خبر كان بعد إنهيار محصوله الذي لم يتجاوز 2٪ مقارنة بالعام الماضي ، علاوة على مشاكل أخرى حاصرته وتسببت في تقلص المساحات المزروعة لتصل إلي الربع ، بدأً من ملوحة التربة بسبب انسداد الصرف المغطى، ونهاية بغياب دور الإرشاد الزراعى تجاه الأمراض، التي أصابت شجرة المشمش وتسببت فى انقراض هذا المحصول القومي، ليقع الفلاح البسيط الذى كان يعيش طوال العام على ما يدخره من محصول المشمش فريسة للمشكلات التى حاصرته .
هنا فى قرية العمار الكبرى إحدى قرى محافظة القليوبية وأكثرها تعداد للسكان، والتى تبعد عن القاهرة ب40 كيلو متر، وأشهر قرى الجمهورية بل العالم فى إنتاج المشمش “العماروى”.
التقت ” أوان مصر “، بمجموعة من الفلاحين ومزارعى المشمش ليروا تفاصيل ما يعانونه من مشاكل وانقراض لهذا المحصول القومي.
بداية قال محمد عبد العليم الذكى موجه بالتربية والتعليم وأحد مزارعى قرية العمار الكبرى ، أن العوامل الجوية السيئة التي شهدها محصول المشمش من إرتفاع شديد في حرارة الجو وانخفاض مفاجئ في درجات الحرارة تسببت في تساقط ثمار المشمش في بداية تكوينه وهو ماتسبب في تراجع إنتاجية الفدان للمشمش من 6 طن للفدان الى طن واحد وفي بعض الأراضي إلى نصف طن.
أضاف محمد عبد العليم أن الغش في المبيدات وقيام بعض معدومي الضمير بتصنيعها مقلداً العلامات المسجلة في مصانع ” بير السلم ” وهو ماجعلها لا تقاوم الأمراض وتسببت في إرتفاع معدلات الإصابة بـ”الندوة الصفراء وذبابة الفاكهة
وهو مانتج عنه إصابة ثمار المشمش ” بالدود”، وانتشار دود حفارات السيقان” الذي يتسبب في تآكل الأشجار.
وطالب ” عبد العليم ” من عمداء كليات الزراعة بمشتهر وعين شمس التدخل السريع لإيجاد حلول جذرية للأمراض التي تصيب ثمار المشمش وأشجاراً.
أضاف أحمد العطار أحد مزارعى المشمش بقرية العمار الكبرى ، أن مشاكل انهيار شجرة المشمش بدأت بعد قيام يوسف والى وزير الزراعة الأسبق بفرض كميات كبيرة من المبيدات على الفلاح، لرش أشجار المشمش بالقوة الجبرية ، عن طريق بنك التنمية والائتمان الزراعى ، وكانت النتيجة أن المبيدات التى استخدمت بدلا من أن تقضى على الآفات تسببت فى إصابة الأشجار بالشلل ، و بدأت أوراق الأشجار تتساقط وأصيبت بمجموعة من الأمراض، التى من بينها ” الأشله ” و” التصمغ” وانتشار العنكبوت ، الذى نشر خيوطه على أشجار المشمش ومنع الهواء عنها فذبلت وماتت ، علاوة إنهيار شبكة الصرف المغطى “الصرف الزراعى ” ، وعدم قيام المسئولين بتجديده وتسليكه، مما تسبب فى ارتفاع مستوى الماء الأرضى ، مما أدى الى ملوحة التربة التى تسببت بدورها في تعفن جذور الأشجار.
ومن جانبه قال الدكتور عزت الخياط أستاذ علم الحشرات بكلية الزراعة بمشتهر ورئيس مجلس إدارة أعضاء هيئة التدريس: أن الحل الوحيد للحفاظ على تلك المحصول القومي من الإنقراض و انتقاء سلالات أحسن جودة ومذاقا وإحلال وتجديد شبكات الصرف المغطى والتى تم إنشاؤها منذ الستينات فى الأراضى الزراعية ولم تسع الحكومة لإصلاحها حتى الآن، ليتم التخلص من الماء الزائد فى التربة وتقليل ملوحتها لتعود التربة إلى سابق عهدها علاوة على استخدام طريقة الحزم القاتلة وهى عبارة عن كيس من الخيش المشبع بالرش بطول 20 سم يتم تعليقه على أشجار المشمش للتخلص من الآفات الضارة ودهن اشجار المشمش بالجير الأبيض لقتل التصمغ الذى يتسبب فى موت الأشجار من ناحية.