الحزب السياسي هو منظمة تنسق بين المرشحين للمنافسة في انتخابات بلد معين. يتبنى أعضاء الحزب غالبًا أفكارًا متشابهة حول السياسة، ويمكن للأحزاب أن تروج لأهداف أيديولوجية أو سياسية محددة، ما سبق ابسط تعريفات الحزب السياسي.
وفي حال ما طبقنا هذا التعريف على ما لدينا من ما يسمى احزاب سياسية منذ العام ١٩٥٢ حتى تاريخه لن نجد التعريف متطابق مع الواقع.
اذن ماذا لدينا؟
ما لدينا بحثت في كل كتب العلوم السياسية التي درستها وقرأتها لم اجد له تعريف محدد فهو ابعد ما يكون عن الاحزاب السياسية واقرب لجماعات المصالح ولكن بالنكهة المصرية، وان اردنا التوصيف الصحيح لما لدينا سوف اختصره بكلمة واحدة وهي “النفعية البراغماتية” لماذا هذا الاسم؟ باختصار ما يسمى بالاحزاب السياسية في مصر هم مجموعة من الباحثين عن الارتباط بالسلطة والتقرب للنظام الحاكم اياً ما كان النظام واسمه. وهم رجال الحزب الحاكم اياً ما كان اسم الحزب وتحت راية اي حاكم، ولو بحثنا في اسماء اعضاء الحزب الوطني الديمقراطي في بدايته بالعام 1978 مثلا ستجدهم بقايا العائلات السياسية في عصر الملكية الباحثين عن ارثهم السياسي وهم من كانوا في “العزل السياسي” بعصر جمال عبد الناصر، اضافة إلى مجموعة من اهل المال والاعمال، وقليل من اهل السياسة والعلم وجميعهم لا يجمعهم الا النفعية لا رابط بينهم سواء كان فكرياً او ايدلوجياً والقليل منهم المعني بالسياسة، وفي نهاية عصر الحزب الوطني تكون من مجموعة من رجال المال والاعمال في وقت تزاوج المال بالسلطة ومعهم عدد كبير من أعيان الاقاليم (العمد، ومشايخ العرب، والوجهاء) وهؤلاء اكبر فئة خاسرة بالعمل السياسي ومكسبهم الوحيد متمثل في البقاء والحفاظ على مكانته الاجتماعية وغالباً هم اشخاص توافقية في محيطهم.
وبعد تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك انتقل اعضاء الحزب الوطني بسرعة البرق إلى عشرات الاحزاب التي اسست بعد “ثورة 2011” حتى اجتمعت تحت راية حزب واحد وتابع له ولا يجمعهم الا النفعية والبراغماتية.
وما اهون تلك “الاحزاب” وما اسرع سقوطها لان اعضائها غير منتمين لها بل انتمائهم وجل همهم المصلحة ومن سيحققها.
نحن في مصر الحديثة وفي ظل وجود الرغبة في الاصلاح وبعد انطلاق الحوار الوطني احوج ما يكون للسماح بوجود احزاب سياسية فعلية لمختلف التوجهات الفكرية وعدم دعم حزب بعينه والقضاء على ما يسمى حزب الحكومة او الحزب الحاكم وفتح الباب للجميع وتوعية الشعب بالمشاركة السياسية وجعله يختار ممثليه بمطلق حريته من أجل مصر التي جمعت الكل وترعى الجميع.