“ما دامت مصر ولاده و فيها الطلق و العاده هتفضل شمسها طالعه برغم القلعه و الزنازين” قالها عمنا أحمد فؤاد نجم وصدق القول وانا الفقير للغني اقولها مصر كحال كل الامبراطوريات التاريخية الكبرى تمرض ولا تموت، وكيف تموت وهي الحياة بكل معانيها واساميها، الحياة بأفراحها واحزانها، بأوجاعها وآلامها. مصر ستظل وستبقى بفضل من خلق الكون ثم عقول وسواعد ابنائها وكما قلت في مقال سابق ان البشر ضمن الموارد المتجددة ومن أهم روافد الدخل اذا ما استغل الاستغلال الامثل وتم تدريبه وتأهيله.
من عدة أيام دعاني شاب مصري من قرى الفيوم “التقيته مع صديق مشترك بينا” لزيارة مزرعته والح الحاحاً شديداً لزيارته فقبلت دعوته لدماثة خلقه وبالفعل ذهبت ووجدت مكان من اجمل الاماكن التي رأيتها في حياتي برغم بساطته وعدم وجود اي مظهر من مظاهر البهرجة وسط حدائق المانجو، ورحب بنا واخوانه واولاده الكثر تبارك الله.
ودار الحديث بيني وبينه وكأننا نعرف بعضنا البعض من سنين وسنين وشرح لي طبيعة عمله التي اسعدتني وبثت في نفسي الأمل بشبابنا ومصرنا.
الشاب ابن ال٤٣ عاماً والاب لشاب في ال ٢٢ عاماً لديه مصنع ملابس رياضية لكبرى الماركات العالمية واغلاها وارقاها معتمد من الولايات المتحدة الامريكية ومنتجاته لا تصدر الا لماما امريكا فقط. الشاب الطموح اسعدني اكثر عندما ابلغني بأن منتجاته ١٠٠ ٪ مصرية بالمواصفات الامريكية.
وحكى لي قصة طريفة مفادها انه اكثر من مرة تأتيه هدايا غالية الثمن من نيويورك وواشنطن من تصنيعه ولديه في مخازنه منها الاف الكراتين.
ولكن صدمني عندنا اخبرني بقرارات الدولة تجاههم حيث قال لي ان “الدولة كانت تدعم المصدرين من المصنعين ب ٢٥ جنيه لكل كيلو جرام تصدير وذلك في العام ٢٠٠٤ عندما دشن مشروعه وظلت تتناقص من ٢٠٠٤ حتى وقفت حالياً بشكل نهائي.
كما علمت من خلال الحديث ان في مصر العديد من امثاله، ولكن صدمني ايضاً عندما علمت ان لدينا مصانع صينية في مدينة العاشر من رمضان كلها عمالة صينية بنسبة ١٠٠٪.
ياريت الحكومة تنظر لهؤلاء المبهجين المفرحين الامل بعد الله في نهضة مصر.