قد يستغرب البعض عنواني وقد يستنكره الكثير، ولكنها الحقيقة سواء قبلناها او استنكرناها او حتى رفضناه.
رجل الشرطة مظلوماً من بداية التحاقه بالدراسة العسكرية من قبل المجتمع كونه يعامله ك-(الباشا) ويلقبه ب(الباشا) ويجله كل من حوله وذلك وهو صغير، في الوقت الذي يعامل بكليته او معهده بمنتهى القسوة في اطار تعلمه العسكرية والفنون القتالية ويتلقى اوامر الضبط والربط.
مظلوماً بعد تخرجه وذلك بعمله لساعات طويلة في النوبتجية (النبطشية بالعامية) وتعاملهم في اغلب الوقت مع الحرامية والحبسجية ووقوعه ضحية المشاكل المجتمعية اليومية في حين نظيره يقضي وقته بحديقة الكلية.
مظلوماً كونه محروماً من الحياة الطبيعية والمجتمع لن يقبله الا بالعربية والبدلة المكوية والنظارة الشمسية والولاعة الذهبية في حين ان راتبه لا يطعمه الا طعمية.
مظلوماً عندما يمنع من راحته الاسبوعية جراء زيارة مخفية لمسؤول لديرة عمل الضباط، مظلوماً لانه لا يخضع لقانون العمل، مظلوماً لانه لا يستطيع ابداء رأيه او اعتراضه على اوامر من يدير منظومة العمل ان كانت خطأ، مظلوماً عندما يترك في الشارع لتنظيم المرور في شهور السنة الاثنى عشرية بحرارتها وبردها وزعابيبها، مظلوماً لهدر وقته واهلاك صحته بعد ان يرتقي لرتبة عميد او لواء في اعمال او مهام لا تحتاج اكثر من كاميرا ونظم حديثة، مظلوماً عندما تجده جالساً في سيارته او (البوكس) لتأمين كنيسة في ليالي عيد الغطاس، او واقفاً في الشارع وقت صلاة الجمعة لتأمين الشوارع بعد خروج المصلين.
مظلوماً واهله يظلمون معه بقلقهم وخوفهم عليه ليل نهار ولاتفاقهم المستمر عليه وعلى خلفته من بعده، وعلينا ان نشهد لان بين رجال الشرطة من ظلموا الظلم نفسه كي لا يظن البعض انني مجاملاً او متملقاً لرجال الشرطة.
وفي هذا المقام علينا ان لا ننسى شهداء الشرطة من المدافعين عن ارض الوطن منذ بداية الدولة الحديثة وتضحياتهم وما وقع على اسرهم وذويهم من ظلم الفقدان والحرمان من وجودهم.
وان سألني البعض لماذا كتبت عن رجال الشرطة دون غيرهم من موظ في الدولة سأجيبه قائلاً بسبب رجال المرور في ميدان المسلة.