تراجع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم السبت، عن تصريحاته حول “محو” بلدة حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية، ووصفها بأنها “زلة لسان”.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن سموتريتش، زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، قوله إنه “أخطأ في اختيار” كلماته بشأن حوارة، مشيرا إلى أن تصريحاته خرجت وسط “جيشان المشاعر”.
لكن الوزير الإسرائيلي رفض اعتبار ما حدث من المستوطنين واقتحامهم حوارة وإضرامهم النار في منازل وسيارات “إرهابا”.
وقال سموتريتش إن اقتحام حوارة في نابلس بالضفة الغربية يمثل “جريمة قومية خطيرة جدا لكنها ليست إرهابا”.
وكان وزير المال قال مطلع مارس الجاري إنه يجب “محو” بلدة حوارة التي شهدت مقتل إسرائيليين اثنين في هجوم يوم الأحد الماضي، مضيفا “أعتقد أن دولة إسرائيل يجب أن تكون هي من تمحوها وليس أشخاصا عاديين”.
مصر تدين التصريحات وتصفها بالتحريضية والعنصرية
أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الجمعة ٣ مارس الجارى، التصريحات التحريضية لوزير في الحكومة الإسرائيلية، والتي دعا فيها إلى “محو” قرية حوارة الفلسطينية.
وأشار البيان إلى ما تمثله هذه التصريحات من تحريض خطير وغير مقبول على العنف، يتنافى مع كافة القوانين والأعراف والقيم الأخلاقية، ويفتقر للمسئولية التي يجب أن يتحلى بها أي مسئول يشغل منصباً رسمياً.
كما أكد البيان على الموقف المصري الداعي إلى ضرورة وقف الأعمال الاستفزازية أو التحريضية ضد أبناء الشعب الفلسطينى، ووضع حد للإجراءات الأحادية، بهدف تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتهيئة المناخ لاستئناف عملية السلام على أساس مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، باعتبار ذلك هو ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية
إدانات دولية وإقليمية لتصريحات وزير إسرائيلي
وكانت قد أدانت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الجمعة، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي دعا فيها إلى محو بلدة “حوارة” الفلسطينية، واصفة تلك التصريحات بـ”المرفوضة وغير المسؤولة”.
وقالت الخارجية الفرنسية – في بيان صحفي – : “نشعر بالفزع من كلام الوزير الإسرائيلي. فهي تصريحات مرفوضة وغير مسؤولة ولا تليق بوزير في الحكومة الإسرائيلية”.
كما اعتبرت الخارجية أن “تلك التصريحات تغذي الكراهية وتؤجج دوامة العنف الحالية”.
وتجدد فرنسا دعوتها للحكومة الإسرائيلية، بموجب التزاماتها الدولية كقوة احتلال، إلى حماية المدنيين الفلسطينيين ومحاكمة مرتكبي أعمال العنف.
استنكار السعودية
من جانبها أعربت المملكة العربية السعودية، أمس الجمعة، عن استنكارها الشديد للتصريحات “المتطرفة”، التي أدلى بها أحد مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي، من خلال مطالبته بـ “محو” قرية حوارة الفلسطينية.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية – في بيان، أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) – رفض المملكة التام لهذه التصريحات العنصرية وغير المسؤولة، والتي تعكس حجم العنف والتطرف، الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي المحتل تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، مشددةً على مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لردع هذه الممارسات المشينة، ووقف التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.