مسكنٌ متواضع وملابس بالية، وحشرجة في الصوت تدل على متاعب صحية جمة، سيدة مسنة تقدم بها العمر، وفي هذه السن ليس معها يد ترفق بها أو عين ترعاها، وبدلًا من هذا وذاك، أثقلتها الأيام بتربية أحفاد تركهم ابنها وغادر الحياة، لتصبح المعاناة مضاعفة، والحمل حملين وربما أكثر.
السيدة “أم إبراهيم” التي أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، عقب انتشار صور لها توضح معاناتها في توفير “لقمة العيش” لأحفادها، التقيناها في محاولة منا لاستجلاء ما تعانيه، ولتوصيل صوتها للمسئولين لعلها تجد أذانًا صاغية.
تقول إنها تعيش في هذا المكان وحيدة بعد وفاة كل من زوجها وابنها، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال أصبحوا مسئولين منها، فليس لهم أحد بعد الله سواها.
وتضيف لـ أوان مصر ، أنها تريد توقيع الكشف الطبي على عينيها، وتوفير العلاج اللازم لهما ، لعدم مقدرتها على الرؤية بشكل جيد، نظراً لكبر سنها وضعف بصرها، مشيرة إلى أنها أجرت منذ فترة عملية جراحية بهما، ولم تداوم على تناول الدواء لعدم استطاعتها، أو بمعنى أدق لعدم توفر المال اللازم ما انعكس سلبًا على قوة بصرها.
وفي مطالبها، طالبت بتوفير قاعدة حمام لها ، داخل المنزل الذي تسكنه ، مشيرة إلى أن ذلك ليس بمقدورها لضيق الحال.
وتوضح أنها تعمل في بعض الأحيان في بعض “البيوت” من أجل الإنفاق على أحفادها، لكن مع تقدمها في السن، لم تستطع الاستمرار في هذه المهنة الشاقة التي تستدعي جهدًا بدنيًا كبيرًا.
متاعب “أم إبراهيم” لا تقتصر على هذا فحسب، ولكن ما يزيد منها هي المشاكل الصحية التي تفتك بها، من آلام عظام تقعدها عن الحركة، إلى ضعف بالنظر في كلا عينيها يكاد يذهب ببصرها جميعًا، فضلًا عن عدة أمراض مزمنة إذا وحدت لها علاجًا في يوم، لا يتوفر لها في أيام.
“أوان مصر” تواصل مع مسؤولي وزارة التضامن الاجتماعي، لمساعدة “أم إبراهيم” وتلبية متطلباتها، وبالفعل استجابت الوزارة بمنحها معاشًا شهريًا، كما قدم مجلس إدارة الموقع مساعدة مالية لها، لكنها لا زالت بلا حمام في المنزل، ولم تتمكن بعد من علاج عينيها.