قال مدير مستشفى غزة بأن أكثر من 80 في المئة من الإصابات في محيط قافلة المساعدات كانت نتيجة لإطلاق نار كثيف من قبل القوات الإسرائيلية، وأثارت الأحداث التي وقعت في شارع الرشيد تعليقات وتساؤلات حول ما حدث، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وأفادت مصادر طبية في غزة بأن عدد القتلى وصل إلى 115 فلسطينيًا والعديد من الآخرين أصيبوا في هذه الاحتكاكات،حيث أكد شهود عيان أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على حشود كبيرة من الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى المساعدات التي كانت متاحة في القافلة.
فضح الرواية الإسرائيلة
من جهتها، زعمت إسرائيل أن القوات الفلسطينية تسببت في التدافع والدهس الذي أدى إلى وقوع الضحايا وقدم الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو للحشود المتجمعة قبل إطلاق النار، ولكنه رفض تقديم نسخة كاملة من الفيديوهات التي التقطت من طائرة مسيرة، مما أثار تساؤلات حول صحة الرواية الإسرائيلية.
أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الفيديوهات التي نشرها الجيش الإسرائيلي لا توثق الحادثة التي أدت إلى الوفيات والإصابات، ولكنها تظهر المدنيين وهم يحاولون الحماية والابتعاد عن خطر النار ،كما أشارت إلى أن مقطع فيديو بثته شبكة الجزيرة يظهر إطلاق نار لتفريق الحشود وحثها على البحث عن مأوى، ولكن لم يتضح توقيت تصوير هذا الفيديو بالمقارنة مع الفيديوهات التي نشرها الجيش الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقطع المصور أظهر استخدام “ذخيرة خطاطة” التي تساعد القوات على استهداف أهدافها بدقة، ولكن لم يتم تحديد مصدر هذه الذخيرة في الفيديو. ولاحظت الصحيفة أيضًا وجود دبابتين إسرائيليتين وجثث قربهما في المقطع المصور.
تصاعد التوتر والعنف في غزة والتصعيد في المنطقة يعكس حقيقة التوترات الطويلة بين الجانبين والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المنطقة. ينبغي على الأطراف المعنية العمل على إيجاد حل سلمي للصراع وإيقاف العنف وإعادة بناء الثقة بين الجانبين.
من المهم أن يتدخل المجتمع الدولي ويعمل على تسهيل عملية التهدئة والوساطة بين الأطراف المتحاربة، كما يجب أن يتم تقديم المساعدة الإنسانية اللازمة للمدنيين الذين يعانون من تداعيات الصراع، وضمان حماية حقوق الإنسان والحفاظ على السلامة والأمان للمدنيين.
علاوة على ذلك، يجب أن يعمل المجتمع الدولي على تعزيز الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية سلمية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يجب أن تستند أي اتفاقية سلام مستقبلية إلى مبادئ العدالة والمساواة وتحقيق حقوق الإنسان لكافة الأطراف المعنية.
بشكل عام، يجب أن يتحلى الجميع بضبط النفس وتجنب العنف والتصعيد، والعمل نحو إيجاد حلول سلمية ومستدامة للصراعات القائمة في المنطقة.”العنف يتسبب في دمار وإصابات جراء توزيع المساعدات في غزة”
تقرير أطباء غزة عن المجزرة
أعلن مسؤولون طبيون في مستشفيات قطاع غزة أن العديد من الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة وفقدوا حياتهم خلال مجزرة توزيع المساعدات الإنسانية في المدينة. ووفقًا لمدير مستشفى العودة، الطبيب محمد صالحة، فإن أغلب الجرحى تعرضوا لإصابات بالرصاص في الجزء العلوي من أجسادهم، وتوفي العديد منهم نتيجة لإصابات قاتلة في الرأس والرقبة والصدر.
تم تنظيم قافلة المساعدات الإنسانية في غزة تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي، الذي قام بتأمين وصول المساعدات إلى شمال القطاع، وقد أثار إطلاق النار على الفلسطينيين تساؤلات حول قدرة إسرائيل على الحفاظ على النظام بعد انتهاء الحرب على غزة.
وقد أشارت وكالة الأنباء إلى أن هذا العنف والدمار يسلطان الضوء على الفوضى التي تسبب فيها الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، وتعطل جهود توصيل المساعدات لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص خطر المجاعة وفقًا للأمم المتحدة.
وقالت شهود عيان لوكالة “رويترز “إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء لأسرهم، ووصفوا الحادثة بأنها مشهد مروع ومليء بالفوضى ، ومع ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي أن الجنود أطلقوا أولاً أعيرة تحذيرية في الهواء قبل أن يطلقوا النار على أولئك الذين رفضوا الابتعاد، وذلك بسبب اعتبارهم تهديدًا. ورفض المسؤول الكشف عن عدد القتلى والجرحى.
وأكدت الأمم المتحدة أنه تم زيارة مستشفى الشفاء في غزة من قبل فريق منظمة الأمم المتحدة لتوصيل مستلزمات طبية، والتقى الفريق بالأشخاص الذين تعرضوا للإصابة في المجزرة كما أفادت المنظمة أن المستشفى استلم أيضًا أكثر من 70 جثة.