ارتبط شهر رمضان الكريم بصوت المدفع عند الإفطار، وترددت الأساطير والكل تائه في بحر الحكايات، ولكثرة الشائعات قررنا نحسم الجدال ونعرض أصل حكاية مدفع رمضان.
أصل الحكاية
ترجع حكاية مدفع رمضان إلى العصر المملوكي عام 1439م، وكانت القاهرة أول مدينة إسلامية تطلق المدفع عند الغروب، تزامناً مع الإفطار في شهر رمضان.
فكرة مدفع الإفطار ظهرت بمحض الصدفة في أول يوم رمضان، عندما تلقى والي مصر في هذه الفترة الوالي المملوكي “خوشقدم” مدفعاً هدية من صاحب مصنع ألماني فأمر بتجربته وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس فظن سكان القاهرة أن ذلك إيذان لهم بالإفطار.
وفي اليوم التالي توجه شيوخ الحارات والطوائف إلى بيت الوالي لشكره على هديته لسكان القاهرة، فلما عرف الوالي الحكاية أعجب بذلك، ومن وقتها أمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس في كل يوم من أيام رمضان.
ومنذ ذلك اليوم يطلق المدفع ضرباته في الهواء عند السحور لتنبيه الصائمين بالإمساك عن الطعام، ووقت الإفطار استعداداً لتناول الطعام.
أشهر الروايات عن مدفع رمضان
وهناك رواية تقول أن المدفع ارتبط اسمه بالحاجة فاطمة، حيث عندما توقف المدفع الذي أطلقه خوشقدم على سبيل التجربة عن الإطلاق ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع لكنهم لم يجدوه والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى الحاجة فاطمة ونقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، فأطلق الأهالي اسم الحاجة فاطمة على المدفع واستمر هذا حتى الآن.
اما بالنسبة الحدوتة التي ذكرتها أشهر رواية تقول، أن مدفع الإفطار يرجع إلى قرار والي مصر محمد علي الكبير بشراء عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليدًا جديدًا، واعتادوا عليه وطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.
موقع المدفع
تعد منطقة البعوث قرب جامعة الأزهر المستقر الأخير لمدفع الإفطار، حيث استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 م ولكن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة غير الحقيقية أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية، كما كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدراسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة البعوث قرب جامعة الأزهر.
اقرأ ايضاً..