عمقت أسعار النفط العالمية خسائرها الكبيرة، اليوم الاثنين، حيث بدا أن الجهود العالمية المتنامية لمحاربة انتشار فيروس “كورونا” المستجد قد بدأت في إحداث أكبر انكماش في الطلب السنوي على النفط في التاريخ.
وتراجعت العقود الآجلة بأكثر من 7% بعد خسارة ربع قيمتها الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2008.
وهوت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 9.8% أو بمقدار 3.32 دولار إلى 30.5 دولار للبرميل، كما تراجعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 6.9% عند 29.52 دولار للبرميل.
ولم ينجح تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة في التخفيف من حدة التوترات في أسواق المال العالمية.
وذكرت وكالة (بلومبرج) – في تقرير على موقعها الإلكتروني – أن تراجع معدلات الطلب المتزامنة وغير المسبوقة تدفع السوق بشكل أعمق إلى الاضطراب.
وفي الوقت نفسه، بدأت حرب تراشق بالتصريحات بين المنتجين من منظمة أوبك وروسيا بعد تفكك تحالف (أوبك +) الذي يطلق العنان لفيضان من العرض، وهو ما قاد أسعار النفط لهبوطات تاريخية.
وخفضت كبرى المؤسسات المالية وشركات الإنتاج توقعاتها لمعدل الطلب للنفط بشكل كبير، حيث إن الإجراءات الحكومية لاحتواء انتشار الوباء تقيد حركة الناس وتدفع سلاسل التوريد إلى الفوضى، وسط تزايد الخوف من أن الاستهلاك، الذي بلغ متوسطه أكثر بقليل من 100 مليون برميل يوميا في عام 2019، قد ينكمش أكثر من أي وقت مضى هذا العام، وهذا من شأنه أن يتجاوز بسهولة خسارة ما يقرب من مليون برميل يوميا في عام 2009، بل ويتجاوز 2.65 مليون برميل المسجلة في عام 1980، عندما انهار الاقتصاد العالمي بعد أزمة النفط الثانية.