الأحلام ليس نهاية والطموح عندما يتحقق تشعر وكأنك وصلت لعنان السماء، وعندما تخرج من قوقعة التقاليد وتتزين بالعلم لتنير الفكر ليس أمراً سهلاً خاصة إن كان الأمر يتعلق بالمرأة الصعيدية بالتحديد فى العقود الماضية، أما الأن اختلف الأمر وأصبح هناك نماذج من شابات وسيدات الصعيد تلمع أسمائهم فى سماء الإنجازات بمختلف المجالات ويواكبن التطور التكنولوجى والعصر الحديث.
وفى السنوات الأخيرة خاصة بمحافظة أسيوط لمع إسماً فى ساحة هندسة الميكانيكا وعالم السيارات، ومثل القول الشهير لكل إنسان نصيباً من إسمه فبطلة قصتنا منيرة الفكر كالبارود وهى المهندسة “ريهام البارودى” التى أصبحت حديث محافظة أسيوط كأول سيدة تعمل “أسطى ميكانيكى” وتفوقت على رجال المهنة التى يمارسوها منذ سنوات.
عندما يتعلق الأمر بالشغف بمهنة حينها ستترك مجال العمل بدراستك، وهذا ما فعلته ريهام البارودى التى كانت تدرس الفلزات والتعدين بكلية الهندسة بجامعة أسيوط ومرارة الأمر الواقع بأن العمل بتخصصها صعب جداً لأنهم لا يقبلون إلا الرجال، فلم تيأس وقررت البحث عن العمل وأتتها فرصة عمل جيدة فى قسم خدمة العملاء بأحد توكيلات السيارات، وقررت أن تخوض تجربة الميكانيكا وتتدرب عليها وتمارسها وبالفعل نزلت بالورشة وتعاملت مع السيارات وكأنها تعامل أطفال تبدأ تتعرف على كل شئ حتى تفهمه جيداً.
ومع إصرارها وعزيمتها وذكائها فى سرعة تعلم الميكانيكا بورشة عملها، كفائها مديرها ومنحها استثناء للنزول والعمل بالورشة كأول مهندسة بأسيوط تعمل بورشة ميكانيكا، وهذا أمر رفضه أهلها والمجتمع الصعيدى ولكنها أثبتت للجميع أنها تستحق وذات كفاءة مثلها كمثل أى مهندس ولا تقل مهارة عنه، ومن بعدها عشقت العمل بمجال الميكانيكا حتى ارتداء أفارول العمل أصبح أحد طقوسها التى تبعث لها أمل وسعادة بأنها استطاعت أن تكسر قاعدة تقاليد المجتمع الصعيدى، والأن أصبحت مديرة لمركز صيانة للسيارات داخل محافظة أسيوط فى وقت وجيز حققت ما لا يحققه دارس الميكانيكا أنجزته ووصلت لمستوى إحترافى فى 9 أشهر فقط.
أول ورشة عمل للفتيات فى أسيوط عن أعطال السيارات وصيانتها وبعد خوض المهندسة ريهام البارودى مجال صيانة وميكانيكا السيارات، قررت أن تشجع فتيات أسيوط وتنير فكرهم حتى وإن كانت أمور بسيطة لابد معرفتها عن السيارة وأعطالها إن تعرضت لأى أمر أو عطل وهى تقودها، فبدأت ريهام تقدم ورشة عمل للفتيات بمحافظة أسيوط عن أعطال السيارات وصيانتها وإن تتطلب الأمر وأحبت المجال واتخاذ الميكانيكا كمهنة، والمثال النموذجى كانت هى والدليل أنها تقدم لهم الورشة بنفسها وتعلمهم من الألف للياء فى مجال صيانة السيارات.