قال الدكتور عباس شراقي, أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة, أن إثيوبيا أكثر منطقة زلزالية ناشطة بالقارة الإفريقية, وذلك لوقوعها بالأخدود الإفريقي, مشيرا إلى أن الزلزال الأخير الذي ضرب إثيوبيا قريبا من سد يسمى “بيجا 3”.
وتابع شراقي, في تصريحات خاصة لموقع أوان مصر, أن سد “بيجا 3” يقع على نهر أومو, حيث يبعد عنه بمسافة 200 كيلو متر, موضحا أن هذا النهر يتجه إلى كينيا, وليس له علاقة بنهر النيل.
وأضاف أن هذه الزلازل مؤثرة في إثيوبيا, مؤكدا أن السد الذي ضربه الزلزال يبعد عن سد النهضة ب700 كيلو متر, مشددا على أنه لا يؤثر على سد النهضة.
وأشار شراقي, إلى أنه من الممكن أن يقع زلزال بالقرب من سد النهضة, كالذي حدث في شهر مايو من العام الماضي, وهو كان الزلزال الأقرب لسد النهضة.
ولفت أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة, إلى أن إثيوبيا تحدث بها الكثير من الزلازل المتكررة, لأن إثيوبيا أنشط دولة زلزالية بالقارة الإفريقية, بسبب وجود الأغدود الإفريقي والنشاط الزلزالي والجبال البركانية المتواجدة من العصور القديمة, إضافة إلى الأمطار الغزيرة التي تسبب الفيضانات, مؤكدا أن جميع هذه العوامل لا تناسب إقامة مشروع هندسي عملاق كسد النهضة.
وأكمل أن سد النهضة طبقا للمواصفات الأمريكية, كان من المقرر له أن يخزن 11 مليار متر مكعب من المياه, ولكن لأسباب سياسية, أرادت القيادة الإثيوبية أن تنفذ أكبر سد في القارة الإفريقية لتوليد الكهرباء, لهذا تم زيادة سعة السد من 11 مليار متر مكعب من المياه إلى 74 مليار.
وتابع أن هذه السعة تشكل خطورة شديدة, نظرا لوجودها في بيئة بها تشققات ونشاط زلزالي, وإذا وقع زلزال قريب من سد النهضة, هذا سيسفر عنه أزمة كبيرة وفيضانات لن تشهدها البشرية من قبل, لافتا إلى ما حدث بمدينة درنا الليبية, من أنهيار سدين, أحدهم يخزن مليون متر مكعب من المياه, والثاني يخزن 22 مليون متر مكعب.
وقال شراقي, أن سد النهضة حاليا يخزن 35 مليار متر مكعب من المياه, وإثيوبيا تسعى إلى تخزين 74 مليار متر مكعب, مؤكدا أنه إذا وقع زلزال نتيجة للتشققات المتواجدة والنشاط الزلزالي, سيحدث طوفان على السودان.
وحذر شراقي, من وصول سد النهضة إلى سعته القصوى ولا حتى 50 مليار, لأنه إذا وقع زلزال في هذه الحالة, فسيشكل هذا دمارا على المنطقة, وخصوصا السودان, بالإضافة إلى نظام المطر في إثيوبيا, حيث تهطل الأمطار التي تسبب الفيضانات, على جبال ارتفاعها 4600 مترا فوق سطح البحر, بفارق 500 مترا في الارتفاع مع سد النهضة, وبالتالي ستكون هناك فيضانات شديدة وقوى دفع كبيرة ستسفر عن انهيار السد, مؤكدا أن ما يناسب هذه البيئة هي السدود الصغيرة ليست الكبيرة.
وأشار شراقي, إلى أن الزلزال الذي ضرب إثيوبيا مؤخرا, هو انذار وتذكير بأن إثيوبيا دولة نشطة زلزاليا, ومن هنا يجب على الحكومة الإثيوبية مراعاة البيئة الجيولوجية الإثيوبية, وإقامة مشاريع مناسبة لها, ولكن للأسف إثيوبيا لم تستمع ورفعت السد إلى المواصفات الحالية, ولم تسمح للمركز الفرنسي المحايد بإقامة الدراسات اللازمة لمعرفة خصائص السد.
وأكد شراقي, أنه على السودان أن يقلق, نظرا لوصولنا إلى المرحلة الخطر, نتيجة لأن بحيرة سد النهضة الآن أصبحت ممتلئة ب35 مليار متر مكعب من المياه, وبنهاية صيف العام الجاري, سيصل منسوب المياه المخزنة بالبحيرة إلى 64 مليار متر مكعب من المياه.
ولفت شراقي, أن السعة الحالية لسد النهضة, تعادل أكبر سد موجود بالصين لتوليد الكهرباء, وهو ما يطلق عليه سد الخوانق الثلاثة, ومع ذلك, ظهر الرعب من هذا السد في الصين, نتيجة لاحتمالية انهيار هذا السد منذ عامين, وقررت الصين عدم ملئ سعة السد القصوى البالغة 35 مليار متر مكعب من المياه.
وحول تأثير انهيار سد النهضة علة مصر, أكد شراقي أن مصر لديها فرصة كبيرة في النجاة, من خلال تفريغ مياه الفيضانات ببحيرات السد العالي وتوشكى.