كتبت-رنا تامر عادل
أعلنت دار النشر Penguin Random House عن صدور الجزء الأول من مجلدين مخطط لهما كتبهما أوباما بعد فترة توليه رئاسة الولايات المتحدة من 2009 إلى 2017. وسيتم نشره في جميع أنحاء العالم غدا الثلاثاء، أي بعد أسبوعين من الانتخابات الأمريكية.
ووصف أوباما المجلد الأول، الذي سيصدر بـ 25 لغة من بينهم العربية، بأنه يغطي “ملحمته غير المحتملة من شاب يبحث عن هويته إلى زعيم العالم الحر”. وأشار إلى أنها تغطي فترة صعوده ليكون أول رئيس صاحب بشرة سمراء للولايات المتحدة الأمريكية، وفترة ولايته الأولى، ويختتم الكتاب بأحداث مقتل أسامة بن لادن عام 2011.
وكتب أوباما، يوم الخميس الماضي، على حسابه على تويتر “ليس هناك شعور أفضل من الانتهاء من الكتاب، وأنا فخور بهذا الكتاب”. قال “حولت تقديم تقرير نزيه عن فترة رئاستي، والقوى التي نكافح معها كأمة ، وكيف يمكننا معالجة انقساماتنا وجعل الديمقراطية تعمل للجميع”.
ويشار إلى أن ميشيل أوباما طرحت في عام 2018 مذكراتها الشخصية بعنوان “Becoming”، وكانت من أكثر الكتب مبيعا، إذ تم بيع 1.4 مليون نسخة في الأسبوع الأول من طرحها
الكتب السابقة التي ألفها أوباما
بدأ أوباما مسيرته الأدبية منذ خمس وعشرين عامًا، مستذكرًا نضالات شبابه عندما كان لا يزال في أوائل الثلاثينيات من عمره في كتابه “أحلام من أبي: قصة عرق وإرث” (Dreams From My Father). وفي هذا الكتاب يبحث أوباما ابن الرجل الأفريقي والسيدة الأمريكية عن معنى حقيقي لحياته كأمريكي أسود، وتبدأ أحداث هذه القصة في نيويورك حيث تلقى باراك أوباما خبر وفاة والده في حادث سيارة: والده الذي كان في عينيه أسطورة أكثر من كونه إنساناً عادياً، وهذا الموت المفاجئ أشعل بداخله فتيل رحلة عاطفية تبدأ في مدينة صغيرة في كنساس يتعقب منها هجرة عائلة والدته إلى هاواي، ثم تأخذه الرحلة إلى كينيا حيث يقابل الفرع الكيني من شجرة عائلته، ويواجه الحقيقة المرة لحياة والده، وفي النهاية ينجح في رأب الصدع بين شقي إرثه الممزق.
“جرأة الأمل: أفكار لاستعادة الحلم الأمريكي” هو ثاني كتاب يؤلفه باراك أوباما حين كان عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي. كان الكتاب رقم واحد في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لكل من جريدة النيو يورك تايمز وموقع أمازون. وناقش الكتاب طموحاته السياسية المتزايدة، حيث أعلن أوباما ترشحة للرئاسة في فبراير 2007 أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من صدور الكتاب.
والآن، في “أرض الميعاد”، يقترب الرجل من الستين،و يتذكر كيف تحققت أحلامه الجريئة في عام 2008 ويشرح بالتفصيل أول 30 شهرًا بعد ذلك.
ذكريات أوباما داخل كتابه الجديد “أرض الميعاد”
يبدأ أوباما هذا الكتاب بإعادة النظر لفترة وجيزة من مراهقته بلا هدف، لكنه ينتقل بسرعة من أزمات الهوية الجامعية إلى نظام المجتمع في شيكاغو، ثم إلتحاقه بكلية الحقوق بجامعة هارفارد. وسرعان ما عاد إلى شيكاغو، حيث التقى بميشيل روبنسون في مكتب محاماة، وعمل وكون حياته في سنوات الازدهار في التسعينيات.
بعد ذلك يحكي قصة ترشحه لمجلس الشيوخ، حيث انتخب في عضوية مجلس الشيوخ بإلينوي عام 1996. وأعيد انتخابه لمجلس الشيوخ بإلينوي في عام 1998 عندما هزم الجمهوري جيسي جودا في الانتخابات العامة، كما أعيد انتخابه مرة ثانية في عام 2002. ثم قام بحلف اليمين بوصفه عضو مجلس الشيوخ في يناير 2005، وكان خامس عضو بمجلس الشيوخ من أصول أفريقية في تاريخ الولايات المتحدة.
في مرحلة ما، أعاد أوباما سرد كيف اخذ قرار الترشح للرئاسة في عام 2008، والذي لم تخفي ميشيل ترددها بشأن هذا القرار. وسألته لماذا يتعين عليه الترشح بينما تتنافس هيلاري كلينتون والعديد من الديمقراطيين الآخرين الذين هم أكثر شهرة وأكثر خبرة. فأجاب أوباما “أعلم أنه في اليوم الذي أرفع فيه يدي اليمنى وأقسم اليمين لأكون رئيسًا للولايات المتحدة، سيبدأ العالم في النظر إلى أمريكا بشكل مختلف”. وأضاف ” أعلم أن الأطفال في جميع أنحاء هذا البلد – الأطفال السود، والأطفال من أصل إسباني، والأطفال الذين لا يشعرون بالاندماج في المجتمع – سيرون أنفسهم بشكل مختلف”.
جو بايدن ليس فقط نائب أوباما بل صديق مقرب له
يغتنم أوباما كل فرصة ليذكر فضل الرجل الذي عينه كنائب له في الانتخابات في صيف عام 2008، وهو الرئيس المنتخب الآن جو بايدن.
جو بايدن اختاره المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك أوباما ليكون نائبه في الانتخابات الرئاسية 2008 وذلك لكونه عضواً قديما في الكونغرس الأمريكي وعلى دراية جيدة في مجال السياسة الخارجية وقضايا الدفاع، وقد استطاع مع أوباما تحقيق الانتصار في الانتخابات ليصبح نائبا للرئيس. و 2017 فاجأه الرئيس باراك أوباما وقبل أيام من ترك الأخير لمنصبه في البيت الأبيض بمنحه أعلى وسام مدني في البلاد وهو وسام الحرية خلال حفل أقيم في البيت الأبيض.
وكتب أوباما واصفًا جو بايدن “إذا كان يُنظر إليّ على أنني هادئ ومتماسك وعلى النقيض فإن جو حماسي جدا، دائما سعيد بمشاركة كل ما يدور في رأسه”.
بايدن و أحداث مقتل أسامة بن لادن عام 2011
أنهى أوباما هذا المجلد بما يمكن تسميته في أمريكا بأعظم ضربة له. الفصل الأخير يدور حول مطاردة أسامة بن لادن التي بلغت ذروتها في الغارة التي قتله في مايو 2011. ونصح جو بايدن باراك أوباما بالانتظار قبل أن يأمر بالغارة التي قتلت أسامة بن لادن، كما كتب الرئيس السابق في مذكراته الجديدة.
وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، كتب أوباما ” كان جو يعرض الغارة التي أمرت بتنفيذها في أبوت آباد، باكستان، في ليلة 1-2 مايو 2011″.
أضاف أوباما أن “بايدن نصحه خلال المناقشة الجماعية قبل تنفيذ العملية بشأن الموافقة على تنفيذها، بأخذ مزيد من الوقت والتريث قائلا: “لا تنفذها”، ولكنه أيد القرار بعد اتخاذه على الفور.
اقرأ ايضا: