اطلقت أسرة قبطية مكونة من زوج وزجة «ميرا عادل ورامي ناجح»، مبادرة جميلة باسم اخويا المسلم انا بحبك، من العام الماضي في شهر رمضان المبارك، ورسالة الى العالم بالتوافق الاجتماعي بين المسلمون والاقباط في مصر وخاصة محافظة الفيوم ونالت اعجاب الشعب المصري أجمع، العام الماضي بتوزيع ميداليات على شكل فانوس مدون عليها من الجانبين، “رمضان كريم مع رسومات الهلال والصليب”، والجانب الآخر “أخويا المسلم أنا بحبك”.
عن الزوجان
الزوج يدعى رامي ناجح، 33 عامًا، خادم بالكنيسة الإنجيلية بالفيوم، وصاحب فكرة المبادرة الزوجة ميرا عادل، 29 عامًا، من الإسماعيلية، تركت مقر إقامتها من أجل “عش الزوجية”، و المحبة التي جمعتها بزوجها”رامي ناجح”، للاستقرار في الفيوم.
بداية الانطلاق
بداية انطلاق المبادرة، قال ناجح، المبادرة انطلقت من شارعنا بحي الجامعة، وفي أنحاء جامعة الفيوم، وكلية التربية، وعندما وجدنا السعادة على وجوه المسلمين، قررنا نتطرق لباقي الشوارع والمناطق، ومنها إلى شارع البوسطة والسواقي ووسط البلد والصوفي، نسقنا معًا التوزيع، وزعت على الشباب والرجال والأطفال وميرا تولت التوزيع على السيدات.
و لفت رامي ناجح إلى، خُضنا التجربة أولًا على الجيران، ثم الشارع المقيمين به، ثم تطرقنا وتجولنا إلى معظم شوارع مدينة الفيوم، ووجدنا محبة وردود أفعال جميلة ورائعة، وردود أخرى غير متوقعة.
وأضاف “عندما وجدنا رد فعل رائع من الشارع الفيومي، قررنا أنّ ننفذ كميات أكبر عند صاحب تصنيع الفوانيس، لدرجة لم يتوفر له الوقت أنّ يُنفذ كامل الكمية الأخرى، لأن الوقت كان محدد، فساعدنا بتنفيذ الكميات المطلوبة، وقام بطبعها، وطلب مننا تنفيذ التقفيل النهائي، لعدم توفر الوقت لديه تزامنًا مع الموسم الرمضاني، فأخذنا الماتريال المطبوعة، و التصميمات، وفاجأت أسرتي أنا و ميرا: “دخلنا عليهم بالأدوات، وكلنا بروح جميلة قررنا ننفذ الفوانيس مع بعض في بيت العائلة”، وجدت رد فعل من والدي رائع وقال لي”أعمل حساب صحابي لازم أعيد عليهم”.
وأشار ناجح، إلى عندما خُضنا التجرية على أرض الواقع، رأينا انطباعًا رائعًا ومحبة لا توصف، وكنا سُعداء بالمبادرة أنا وميرا، حيث وجدنا تعليقات من مستخدمي السوشيال ميديا، فرحتنا وأسعدتنا، فقررنا توزيع هدايا أخرى على جميع من قاموا بإدخال الفرحة علينا من خلال تعليقاتهم على المبادرة، “يقولوا لنا مكانهم فين وهنوصلهم الهدية لحد مكانهم”.
اجمل موقف في المبادرة
وتابعت ميرا من أجمل مواقف المبادرة، وقت انتظار الإشارة و انتظارنا بالسيارة، وجدنا طفل ينظف السيارات، فقدمنا له، “فانوس”، ورد الطفل قائلًا:” يارب تجيبوا توأم، الدعوة فرقت معانا جدًا لإننا في انتظار الأطفال مُنذ 8 سنوات، كانت أحلى دعوة وفرقت معنا جدًا”.
عودة مبادرة اخويا المسلم انا بحبك هذا العام
حرصت أسرة قبطية على شراء حوالي 400 من فوانيس رمضان وشراء مستلزمات التجميل، لتزيين شوارع مدينة الفيوم، احتفالًا بقدوم شهر رمضان المبارك، وسط فرحة وبهجة من الأطفال، استكمالا للوحدة الوطنية تحت مبادرة « أخويا المسلم أنا بحبك»، لتزيين الشوارع بالفوانيس والزينة والإضاءة لاستقبال شهر رمضان.
يشاركون الاطعمه مع جيرانهم المسلمين
وذكرت الأسرة القبطية أنّهم اعتادوا أنّه لا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر عموما، ومحافظة الفيوم خاصة يسود الحب والمعاملة الحسنة بين كل من الأسرة المسلمة والأسرة القبطية، متخذا مثالا بأن زوجته عندما تختفي حماتها، تعلم أنها موجودة لدى جارتها أم أحمد، كما أنّهما يتبادلان أطباق الطعام طوال العام «الطبق داخل خارج»، ويتشاركان معا في كل المناسبات، لافتا إلى أنّهم ينتظرون رمضان بفرحة مثل إخوتهم المسلمين، بل إنهم يطلبون من جيرانهم بعض الأطعمة التي يشتهونها، ويتم إعدادها في رمضان يتبادلان الطعام مع الجيران.
بابتسامتهما البديعة، يقف الزوجان القبطيان رامي وميرا، يعلقان زينة رمضان في الشارع الذي يقيمان به بحي الجامعة بمدينة الفيوم، بعدما اشتريا الزينة خصيصا لتزيين الشارع بها، للاحتفال بقدوم شهر رمضان المُبارك، بعدما اعتادا كل عام، توزيع الفوانيس الصغيرة والميداليات في الشوارع على المسلمين، وتهنئتهم بحلول الشهر الكريم، بهدف توصيل رسالة «محبة وسلام»، بأنّ الأقباط والمسلمين يد واحدة، ولا فرق بينهما، رافعين شعار «أخي المسلم أنا بحبك».
قالت «ميرا»، إنّهم لم يكتفوا بذلك، لكنهم وزعوا هدايا بسيطة على المسلمين خلال العيد، كانت تتضمن كارت معايدة ووردة وقطعة شيكولاتة، موضحةً أنّهم بدءا مبادرتهما هذا العام بفكرة مختلفة، وهي تعليق الزينة في الشارع، وبالفعل كان المشهد رائعا، إذ وقف حماها القبطي يعلق فانوس رمضان، ويوصل الإضاءه بداخله، مستخدما كهرباء المسجد لإضاءته، بينما كان يمسك السلم ويسنده جاره المسلم، في مشهد رائع ضرب مثالاً في الوحدة الوطنية.
والتقط رامي طرف الحديث قائلاً، إنّه دائماً يطلب من جيرانه المحشي والبط في شهر رمضان، نظرا لطعمهم المميز، بالإضافة إلى الكحك والبسكويت، مؤكدا أنّ تعليقات المارة عليهم خلال تعليقهم الزينة، غمرتهم بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها، مؤكدا أنّ منزلهم هو المنزل القبطي الوحيد في الشارع، لكن الجيران من المسلمين بمثابة الأهل لهم، إذ يكونوا أول من يقف معهم في الأفراح والأحزان، ويكونوا الأقرب لهم من أخوته أو أقاربه الذين يقيمون بعيدا.
عبّر عن حلمه بأن يرى الشارع المصري كله يعيش بنفس الطريقة، ويكون المسلمين والأقباط إيد واحدة، ولا يمكن تفريقهم، مُقدما التهنئة للمسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك ، مؤكدا أنّه يحضر مفاجئة حلوة لإخوته المسلمين خلال الشهر بعد انتخاء مرحلة امتحانات النقل لجميع الصفوف الابتدائي والاعدادي والثانوي