كتبت | صابرين عبدالله
لا شك أن اللعب للأهلي والزمالك له مذاق خاص لدى كل اللاعبين المصريين ، وإذا كان هنالك لاعبون ممن ارتدوا قميص الأهلي سيكون من المستحيل بالنسبة لهم الانتقال لنادي الزمالك والعكس صحيح بالتبعية.
إلا أن الأمر قد يكون عاديًا وطبيعيًا لدي لاعبين آخرين، فهم يفكروا بالأمر على أنه احتراف ليس أكثر، فكم من لاعبين عالميين انتقلوا من فرقهم للعب للفرق المنافسة.
ولعل انتقال نجم الزمالك السابق محمود عبد المنعم “كهربا” إلى القلعة الحمراء ، هو الذي أعاد إلى الأذهان ظاهرة انتقال اللاعبين ، من وإلى قطبي الكرة المصرية ، وفي هذا التقرير نرصد لكم أهم اللاعبين الذين لعبوا للكبيرين ، الأهلي والزمالك.
من الأهلي للزمالك .. البداية بكابتن المونديال
لعل قائد منتخب مصر في نهائيات كأس العالم عام 1990 جمال عبد الحميد، هو الذي قص شريط تلك الظاهرة عندما انتقل من الأهلي إلى الزمالك ، وذلك بعد قصة إصابته الشهيرة.
فعلى الرغم من أنه بدأ حياته كلاعب في النادي الأهلي، وظل تحت أسوار القلعة الحمراء لمدة سبع سنوات ، إلا أنه انتقل في الأخير إلى صفوف الغريم التقليدي ، ومكث في جدران القلعة البيضاء لمدة 10 سنوات.
صنع فيها اسمه وتاريخه الأكبر مع كرة القدم ، وبعدها علق حذائه وانتهت رحلته مع الساحرة المستديرة.
انتقال جمال عبد الحميد إلى الزمالك شجع الكثيرين علي الإقدام على خطوة مثل التنقل بين القطبين ، فبعدها تفشت الظاهرة وانتقل العديد من اللاعبين من صفوف النادي الأهلي إلى الزمالك.
أمثال أيمن شوقي، محمد عبد الجليل، والتوأم حسام وابراهيم حسن الذي سبب انتقاله للقلعة البيضاء صدمة لكل عشاق النادي الأهلي ، بعدما تمت صفقة انتقاله عام 2000.
وذلك عقب استغناء الراحل صالح سليم عن خدماته ، ولاتزال إلى الآن قصة رحيل التوأم عن النادي الأحمر، غامضة وغير مكتملة لدي الكثيرين من متابعي كرة القدم.
وعلي الرغم من ظهور حسام وإبراهيم لمدة 4 سنوات فقط مع الزمالك ، إلا أنهما أتوا خلال هذه الفترة القصيرة بالخير كله لمحبي القلعة البيضاء ، فقد توجوا مع الزمالك بلقب الدوري 3 مرات وحصدوا كأس مصر مرة ولقب السوبر المحلي مرتين.
فضلًا عن التتويج الأهم بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الخامسة والأخيرة في تاريخ القلعة البيضاء عام 2002 ، بخلاف التتويج بلقب البطولة العربية والسوبر الإفريقي كلا منهما مرة وحيدة أيضًا.
توالي الصدمات
بعد انتقال التوأم إلى الزمالك بدأت جماهير الأهلي في تلقي الصدمات حيث رحل ابراهيم سعيد عن القلعة الحمراء ولكن وجهته المباشرة لم تكن الزمالك ، حيث لعب أولا لنادي إيفرتون الإنجليزي وبعدها جاءت لحظة انتقاله إلى الزمالك.
المثير في الأمر أن العديد من اللاعبين الذين مثلوا الأهلي لم يكن يتوقع أحد على الإطلاق ارتداءهم قميص الزمالك فيما بعد ، فمن كان يتخيل أن عصام الحضري الحارس التاريخي للقلعة الحمراء سيأتي عليه الوقت الذي سيرحل فيه عن أسوار الأهلي.
ومع أن الحضري وقتها كان قد ذاع صيته في القارة الإفريقية وتوج مع النادي والمنتخب بالعديد من الألقاب والبطولات إلا أنه رحل من تلقاء نفسه بصورة مفاجئة عن الأهلي في صيف عام 2008 ، ليرحل “السد العالي” إلى فريق سيون السويسري ويعود بعدها إلى مصر ولكن ، عبر بوابة الزمالك.
من الزمالك للأهلي .. بدأها عبدالعال ونهاها كهربا
وعن اللاعبين الذين لعبوا في صفوف الزمالك وبعدها التحقوا بصفوف القلعة الحمراء ، جاءت البداية برضا عبد العال، والذي رحل عن صفوف نادي الزمالك عام ١٩٩٣ ، وأحدثت هذه الصفقة وقتها لغطا كبيرًا بسبب القيمة المالية التي حصل عليها اللاعب.
ولم يكن انتقال عبد العال رغبة منه ولكن حدث خلاف مالي بينه وبين مسئولي القلعة البيضاء ليتدخل النادي الأهلي في الأمر ويقدم عرضًا مغريًا للاعب الذي استجاب لرغبة النادي ورحل عن نادي الزمالك.
ليتوالي بعدها انتقالات اللاعبين إلى المارد الأحمر ومنهم مجدي طلبة ، إسلام الشاطر، نادر السيد، طارق السعيد، محمد صديق، المعتز بالله إينو، هاني العجيزي ، صبري رحيل ، ومؤمن زكريا الذي لعب موسمًا واحدًا بقميص الزمالك وبعدها خلع الرداء الأبيض وانتقل عبر بوابة فريقه البترولي إنبي إلى صفوف الأهلي.
وأخيرًا وغالبًا ليس آخرًا ، جاء كهربا ليكمل ظاهرة الانتقالات من وإلى القطبين ، بعد تعاقد الأهلي مع لاعب الزمالك السابق والذي رحل في الصيف الماضي عن الفريق الأبيض قاصدا البرتغال بلعبه لدى نادي آفيس ومنه جاء إلى المارد الأحمر.
تعاقد الأهلي مع الفولت العالي “كهربا” لم يكن مثل سابقيه من وقائع انتقال لاعب من الزمالك للأهلي أو العكس ، فالحال هنا مختلف نوعًا ما بعدما فسخ كهربا عقده من تلقاء نفسه عن الزمالك وانتقل بعدها بشهور للنادي الأهلي.
في واقعة يعتبرها الزمالك بمثابة “هروب” وصفقة يراها مسؤلو الأهلي قانونية 100%.
والسؤال الآن ، هل الممكن أن تشهد الساحة الكروية المحلية صفقات أخرى من العيار الثقيل ومن نوعية التنقل بين القطبين ؟.
الشاهد من واقع الأمور يجيبنا بالإيجاب ، فما شهدناه من انتقالات تخيلنا أنها قد تكون من المستحيل أن تتم إلا أن المستحيل صار واقعًا نعيشه الآن.
ولعل تفاوض مسؤولي الأهلي مع لاعبي الزمالك أو العكس الذي بدأ الصيف قبل ثلاث سنوات تقريباً بتوقيع عبد الله السعيد للقلعة البيضاء ، سيفتح بابًا من الصراعات بين القطبين الأرجح أنه لن ينتهي بصفقة انضمام كهربا لحامل لقب الدوري.