الخلوق الذي لم يختلف عليه إثنين في عالم كرة القدم، والصايع الذي يختلف عليه الكثيرون بسبب قمصانهم فقط، كيف للاعب كرة أن يجمع بين الصفتين، ويصبح مكروهًا !!.. عندما تتواجد في قهوة شعبية، تجد الرجل الذي يبلغ الخمسين يتحدث عن كيف يجب على لاعب الكرة أن يكون صايع كورة، وليس صايع على المستوى الأخلاقي بالطبع، المعنى مفهوم لمحبي وعشاق كرة القدم في كل حواري مصر.
لن يختلف عليه إثنين، بسبب احترامه وخلقه الرفيع والحب الذي تواجد في صدور متابعي كرة القدم المصرية، وإن لم أبالغ سأقول كرة القدم السعودية كذلك.. اللاعب الذي يؤدي ماعليه بشكل انضباطي جدًا، دون الالتفات للشهرة أو اللقطة الإعلامية، أو الحركات الصبيانية التي تثير البعض وتعجب الآخرون، لم نسمع عن مشكلة تسبب بها “الخلوق” محمد عبدالشافي ظهير أيسر منتخب مصر، الذي سجل هدفًا غاليًا أمام الجزائر في ليلة الثأر بنصف نهائي كأس الأمم الإفريقية 2010.
الدهاء الكروي بأروع صوره، المكر والمتعة والكرة الرشيقة التي يعشقها كل من تابع كرة القدم، لم تتواجد في لاعب مثله على حد ما شاهدت وتابعت في مصر منذ ولادتي، الصياعة الكروية المتواجدة ف جيناته، جعلته من أفضل من مروا على تاريخ الكرة المصرية منذ نشأتها، الخلوق الذي عشقته نصف جماهير الكرة المصرية وكرهه النصف الآخر بسبب صياعته على أرض الملعب، هو محمد أبوتريكة، الذي جمع بين صفتين لم يعرف طريقهما معًا الكثيرون، إما أن تسلك هذه أو تلك..
إن رجمك الكثيرون بسبب اختلاف القمصان هذا أمر طبيعي، ولكن أن يتم تشجيعك من قبل محبينك ومن كارهوك، هذا أمر نادر الحدوث، مثلما حدث مع رونالدو في نهائي كارديف 2017 بين ريال مدريد ويوفنتوس.. كيف لك أن تكون خلوقًا تواجه الغل والحقد والحسد طوال حياتك !! كيف لك أن تجمع بين الصياعة الكروية التي تجعلك ضمن أساطير اللعبة مع المحافظة على نقائك ومن ثم احترامك بشكل لائق من قبل المتابعين ؟.. الإجابة هي أن تلاحظ تفاصيل صغيرة غائبة عن البعض في شخصية الثنائي عبدالشافي وأبوتريكة، المواقف الثابتة التي لا تتغير، ردود الأفعال، الثبات الانفعالي، الشخصية المصرية الأصيلة البعيدة عن تواتر السوشيال ميديا والإعلام بكل أشكاله.
اختصرت الأمر كي أكون منصفًا للبعض، حتى لو لم أذكر الكثيرون منهم.. ولكن اكتفيت بهذا الثنائي الذي يمثل الكثير لشريحة كبيرة جدًا في كرة القدم المصرية.. إن اللعبة الشعبية الأولى في العالم، تطلب دهاء وصياعة كبيرة كي تحقق ماتريد وتتوج وتستمتع وتحصد البطولات والإنجازات الفردية قبل الجماعية، والجميع يحب ذلك، ولكن لا يقدر على فعل ذلك باحترافية، ولكن ماذا عن الواقع ؟ .. لابد وأن تتحلى بالأخلاق التي هي عصب وعنوان الرياضة بشكل عام، كي تصدر للآخرين نموذجًا يحتذى به.. الكل صاحب رسالة في مجاله، فيجب أن تحسن إرسالها بشكل جيد للمتابعين.