انتشى عشاق كرة القدم حول العالم جرعة كبيرة وكافية من المتعة بعد مشاهدة مباراة ليفربول ومانشستر سيتي التي انتهت بالتعادل 2-2 في بدايات الموسم الكروي للبريميرليج.. وقدم كلا الفريقين أداء ممتع مع أفضلية تكتيكية نسبية للإسباني بيب جوارديولا على منافسه الأول طوال مشواره التدريبي هو يورجن كلوب.
الجميع لم يغفل عن لقطة صراخ بيب في منطقته الفنية ومطالبته للحكم تيرني بإشهار البطاقة الحمراء في وجه ميلنر الذي ذاق المرار طوال أحداث اللقاء أمام الشاب الرائع فيل فودين، هذا الصراخ مشروع كما الحال عند مشاهدة التصريحات التي سبقت اللقاء بين كلا المدربين، اللذان أظهرا احترام كبير ومنافسة شرسة على مستوى الحديث، وكلاهما أشعل المواقع الإخبارية، مما يزيد من متعة اللقاء الذي كان منتظرًا بكل تأكيد.
هذه الاحترافية الكبيرة التي يتعامل بها المدربين الإسباني والألماني، تعد درسًا كبيرًا لعشاق كرة القدم على مستوى العالم، وأنها الرياضة التي تبرز معنى التنافس السليم الذي ينمى العديد من القيم والرغبة الدائمة في التفوق واحترام الغير.. عند النظر في أعين يورجن كلوب قبل وأثناء اللقاء سنجد حرص وتركيز لا متناهي للمدرب الألماني المخضرم وحمل مسئولية كبيرة على عاتقه، ذلك كان ممزوجًا بالشغف والحماس الشديد والتفاعل مع الأحداث ولو بشكل قليل ليعطي مساحة لعقله بالتفكير في أحداث اللقاء، وكيف سيتعامل مع استحواذ وتفوق بيب خلال الشوط الأول.. عقب إطلاق الصافرة بانتهاء أول 45 دقيقة جرى يورجن مسرعًا وبشكل ملفت لغرف الملابس قبل اللاعبين وبشكل جدي يدل على الحضور الذهني الكبير عند هذا المدرب الذي كان يرى أن هناك أمر ما غير مضبوط في شكل فريقه.
عقب كل هدف من أهداف ليفربول كان السيتي يسجل بعدها بـ6 دقائق فقط ليعلن عن رغبته في عدم الخسارة والرغبة الكبيرة في تضييق الخناق على رجال يورجن كلوب.. حتى وإن تألق محمد صلاح نجمنا العربي وأحد أفضل لاعبي العالم، ولكن الحضور الذهني لجوارديولا ومشاهدة تفوق يورجن كلوب في الشوط الثاني بسبب قراءته الذكية لأحداث الشوط الأول والتعديل التكتيكي على أرض الملعب في كيفية الضغط والاستحواذ على الكرة وكيفية توجيه الكرات في النواحي المؤثرة في خط هجومه، ساعد ذكاء بيب في إحداث الفارق وتعديل النتيجة في كل مرة يتقدم فيها الريدز.
الأمر الأفضل على الإطلاق في اللقاء الأقوى خلال أخر 5 مواسم على مستوى العالم، وعقب صافرة الحكم بانتهاء الـ90 دقيقة، هو لقطة سلام بيب على كلوب بطريقة مليئة بالشغف والاحترام والشكر على المجهود الذي بذل من كليهما، وإبراز كل مافي جعبتهما خلال اللقاء، وبالفعل هو ماحدث، ولكن بعد أن انتهيا من سلامهما رجع بيب مرة أخرى في ومضة سريعة ومال على كلوب ليقوم بتقبيله بطريقه تعكس الواقع الذي يعيشه كليهما وكيفية استعدادهما للمباراة وكيفية انهائها أيضا بطريقة ودودية تعكس الحب الكبير والجانب الرئيسي في كرة القدم والرياضة بشكل عام وهو التنافس ولكن بحب واحترام الغير.