كان مشهدًا عظيمًا يجمع كل صفات الرياضة الرائعة، حيث وقف المتنافسون رفقة بعضهم كالبنيان المرصوص ليؤدون صلاة المغرب، ويدعو كل واحدٍ أن يوفقه من أجل تحقيق الفوز بلقب السوبر الإفريقي، مشهد تناولته كل الصحف والمواقع الرياضية في مصر، وهو الأجدر أن تتناوله كل المنابر الإعلامية، بدلًا من جلب علاء عزت وعمرو الدرديري وشيكابالا وعبدالحفيظ لتحفيز المشاعر السيئة عند الجماهير وزيادة التشاحن والتشاجر، وهو مايحدث للأسف.
اللعبة التي تضم أشخاص ذات رُقي، ودون مبالغة فهي واحدة من الألعاب الجماعية الأفضل في مصر، لا سيما بعد حصول المنتخب على مراكز متقدمة ومشرفة في كبرى المسابقات التي يشترك بها المنتخب الوطني المصري.. لم نرى الطموح في الألعاب الجماعية بمصر كمثل الذي يعول على هذه اللعبة، حزن وزعل الجماهير في الأولمبياد الأخيرة بعدم التأهل للنهائي، وحصول منتخب اليد على المركز السابع في كأس العالم الأخيرة لليد، ويضع نفسه ضمن كبار العالم، أمر يدعوك للوقوف والنظر ومن ثم التساؤل، ماذا يفعل هؤلاء ؟، من يتحكم بتلك المنظومة لتخرج لنا بهذا الشكل المشرف المحترم؟.
الأحضان التي سبقت مباراة السوبر، أكبر دليل على أن المنافسة فقط داخل حدود أرضية الملعب، الحب الذي يظهر بين اللاعبين المتنافسين بين أكبر أندية القارة السمراء وبالطبع مصر، على خلاف مايحدث في باقي الرياضات بالناديين الأكثر مشاحنة في العالم خلال أخر عقد من الزمن، بسبب مانراه على الفضائيات والبيانات والتصريحات الساذجة من الطرفين، مسئولين كانوا أم لاعبين أم شخصيات عامة.
لقطة أحمد الأحمر وشده للتيشرت الخاص باللاعب إبراهيم المصري حائط الصد في دفاع الأهلي، والذي منعه للقفز والتصدي للكرة قبل وصولها للحارس عصام الطيار، في لقطة الدقيقة 29.59 وتسديدة يحيى الدرع الذي قضت على المباراة لصالح الأبيض، خير دليل على أن العلاقة الطيبة والروح الرياضية بين اللاعبين خارج الملعب، لا تعرف مكان في أرضية الملعب وأن اللعبة تحتاج لدهاء اللاعبين من أجل تحقيق الفوز والتنافس، وتلك هي روح الرياضة ومعناها الحقيقي الذي لابد وأن يطغى ويعلو كل المشاكل والتناحر الذي يحدث على الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.