أكد الشيخ محمد عبدالعزيز، أحد علماء الأوقاف، أنه بين الحين والآخر يظهر أنبياء من النساء على السطح، مما يثير عدة أسئلة، مثل: هل بعث الله أنبياء أو رسلًا من النساء؟ في هذا الصدد، يقول إن من أسماء الله الحكيم، ومن صفاته “الحكمة”، وقد حكم الله بأن من صفات المرسلين أن يكونوا ذكورًا، وقد نقل بعض أهل العلم الإجماع على ذلك، وله تعالى في ذلك أعظم الحكم.
وتابع، ومن الكمال الذي حباهم به: أنه اختار جميع الرسل الذين أرسلهم من الرجال، ولم يبعث الله رسولاً من النساء، يدلُّ على ذلك: صيغة الحصر التي وردت في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم) الأنبياء.
وعن الحكمة من كون الرسل رجالاً قال الشيخ محمد عبدالعزيز : كان الرسل من الرجال دون النساء لحكَم يقتضيها المقام، فمن ذلك:
1. أنّ الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة، ومخاطبة الرجال والنساء، ومقابلة الناس في السرّ والعلانية، والتنقل في فجاج الأرض، ومواجهة المكذبين ومحاججتهم ومخاصمتهم، وإعداد الجيوش وقيادتها، والاصطلاء بنارها، وكل هذا يناسب الرجال دون النساء.
2. الرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتابعه، فهو في أتباعه الآمر الناهي، وهو فيهم الحاكم والقاضي، ولو كانت الموكلة بذلك امرأة: لَمْ يتم ذلك لها على الوجه الأكمل، ولاستنكف أقوام من الاتباع والطاعة.
3. الذكورة أكمل، ولذلك جعل الله القوامة للرجال على النساء (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء/ 34، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ النساء (ناقصات عقل ودين).
4. المرأة يطرأ عليها ما يعطلها عن كثير من الوظائف والمهمات، كالحيض والحمل والولادة والنفاس، وتصاحب ذلك اضطرابات نفسية وآلام وأوجاع، عدا ما يتطلبه الوليد من عناية، وكل ذلك مانع من القيام بأعباء الرسالة وتكاليفها.
ثانياً: أما النبوَّة: فقد ذهب بعض العلماء كأبي الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم إلى وجود نبيَّات من النساء! ومنهن مريم بنت عمران، ودليلهم ما جاء من آيات فيها بيان وحي الله تعالى لأم موسى – مثلاً -، وما جاء من خطاب الملائكة لمريم عليها السلام، وأيضاً باصطفاء الله تعالى لها على نساء العالَمين وهذا الذي قالوه لا يظهر رجحانه.