اللجوء إلى المشعوذين وقارئي الطالع ظاهرة عالمية تأسر الناس بمختلف أطيافهم سواء من الناس العاديين، أو حتى الفنانين والسياسيين، فمعرفة المستقبل وإدراك الغيب والمخفي أسرار داعبت الخيال البشري منذ القدم. وعلى الرغم من تغير أسلوب ومظهر مدعي معرفة المستقبل والمستور إلا أن اللون المميز هو أجواء الغموض والانفصال عن الواقع في لحظة تمثيلية يدعي فيها الوسيط أنه يخاطب أرواحاً أو أناساً مخفيين ليطلب منهم المشورة والرأي السديد. وللأسف ماتزال هذه الظاهرة منتشرة ومزدهرة بالرغم من حرص الناس على إخفاء هوسهم بالدجالين والمشعوذين إلا أن استمرار الإقبال على الدجالين ودفع أتعاب طائلة لهم يغذي هذه الظاهرة ويطيل عمرها.
ومراجعة معظم الحالات التي تم ضبطها يكشف أن المرأة دائماً الصيد الثمين لمثل هؤلاء الدجالين الذين يزرعون مندوبيهم في صالونات التجميل، والنوادي النسائية، وهم بدورهم يعملون جاهدين على إقناع كل صاحبة حاجة أن ما تحتاج إليه لن يتوفر لها إلا من خلال الدجال.
هذا التحقيق نسلط الضوء على بعض تجارب النساء اللواتي لجأن إلى السحر، ونتعرف إلى الأسباب والدوافع والأهداف التي يسعين إليها من وراء ذلك.
(م.ع) متزوجة منذ عدة سنوات، لجأت إلى أحد الدجالين، وكان يبيع الوهم للزبائن مدعياً قدرته عى علاجهم من السحر أو أي مرض آخر.
وعن الواقعة التي تعرضت لها تقول: عندما ذهبت إليه برفقة شقيقي طلب مني كتابة اسمي واسم والدتي على ورقة، وكذلك اسم زوجي ووالدته، وبمجرد طلبه ذكر الاسماء راودتني الشكوك تجاهه بأنه مشعوذ، وليس رجل دين، ولكن اضطررت للبقاء، بعدها قرأ بعض الكلمات التي لم أفهمها، وسألني بما شعرت به أثناء ذلك، فقلت له بأنني أشعر بالاختناق بعدها بدأ يتمتم وادعى أنني مسحورة، وقال إن الأمر يحتاج إلى العديد من الجلسات ودفع قيمة الأدوية التي لا تقل عن 1000 درهم في كل زيارة إليه.
وعن الدوافع التي دفعتها للذهاب إلى الدجال قالت: شعوري بالكسل والخمول، وعدم رغبتي في الذهاب إلى العمل، وعدم مقدرتي على ممارسة حياتي بشكل طبيعي ما دفعني للبحث عمن يريحني، لكن خوفي منعني من تكرار التجربة.
(ع.ع) لاحظت بعد زواج استمر سنوات تهرب زوجها منها، وكانت تشعر بنفوره، وتقول: بعد فشلي في إعادته، لجأت إلى صديقة تعمل في صالون تجميل، فأشارت علي أن أعرض مشكلتي على إحدى المشعوذات، فوافقت، وكانت من جنسية عربية، وبمجرد ذكر اسمي واسم والدتي بدأت تخطط على الورق، وفوجئت بمعرفتها لكثير من الأمور التي تتعلق بحياتي الخاصة، ثم كشفت لي علاقة زوجي بامرأة أخرى، ووصفت لي ملامحها وأكدت لي أنها هي من قامت بدس السحر في ملابسه، وبعد عودتي إلى المنزل بحثت في ملابسه، ولم أجد شيئاً، فساورتني الشكوك تجاه المشعوذة، وبعد عدة أشهر وجدت بالمصادفة في احدى حقائب سفره تعويذة في أحد الجيوب، فعدت إليها وطلبت مني حرق الورقة، وبعدها عادت علاقتي
.ك) (ربة منزل) تقول: كانت حياتي سعيدة، حتى بدأت أفكر بأن زوجي لا يحبني، ولم يعد كما في السابق، فطلبت نصيحة والدتي التي أشارت علي بالذهاب إلى أحد الدجالين الذي أخبرني بأن هناك عملاً لتفريقنا واتجهت ظنون والدتي إلى إحدى القريبات، طلب مني إحضار بعض الأعشاب وبعضاً من الدخون والبخور الذي من الصعب الحصول عليه من العطارين، وبعدها شعرت أن حالتي النفسية والجسدية تتدهور، فقررت عدم الخضوع لرغبة المشعوذ، ولجأت إلى الله سبحانه وتعالى.
(م.ع) (ربة منزل) تقول: تعرضت للسحر من خادمتي الآسيوية على الرغم من أنني لست بحاجة إليها إلا أنني أقيم في المنزل بمفردي، وزوجي يعمل مكان غير الذي نسكن فيه وعمله يتطلب أن يغيب عن المنزل لمدة أسبوع، وكنت أتعامل معها بطيبة فلم يدر في ذهني أنها تضمر في داخلها أفعالاً غير سوية، وساورتني الشكوك فأرسلتها إلى منزل أسرتي وبعدها عدت وقمت بتفتيش أغراضها وحقائبها ووجدت في حوزتها الكثير من القصاصات الورقية بكتابات لم أفهمها، وعندما لجأت إلى احدى الخادمات أخبرتني بأنها تعاويذ.
(ع.أ) (موظف) يقول: كنت متوجهاً إلى صندوق البريد لرمي رسالة من الخادمة، وأحسست أن الرسالة لا تحوي على الورق فقط وتحمل ثقلاً، فقمت بفتحها، فوجدت صوراً شخصية لي، وطلبت من أحد العمال ترجمة المكتوب في الرسالة، فأخبرني بأنها تطلب من أحد العرافين أن أحبها وأتزوج منها، فقررت إرسالها إلى بلدها دون إعلامها بالأمر.
فاطمة. ع لجأت إلى بعض السحرة والدجالين بعدما بلغت ال35 من العمر ولم تتزوج رغم امتلاكها لمقومات الجمال والأخلاق الطيبة، وكلما تقدم شخص لخطبتها لا يتم الأمر بسبب مشكلة ما، وتقول: بعد يأسي، ومعايرة أخوتي وأقاربي ومناداتي ب(العانس)، وتعاملهم معي في المنزل كأنني مراهقة ومنعي من الخروج بمفردي، اضطررت للذهاب إلى إحدى العرافات، فكشفت لي مكان السحر المدسوس في غرفة نومي داخل الوسادة التي أنام عليها، وبالفعل وجدت العمل، وكان عبارة عن قطعة من القماش مخيطة بداخلها لفافة ورقية وتعاويذ وخصلات من الشعر صغيرة وأظافر.