تُعتبر محافظة المنيا من أهم محافظات مصر، فـ هي غنية بتراثها الفريد منذ الاف السنين، وبها معالم كثيرة وكل تراث يحكي قصة تاريخ، ولكن اكتفينا بـ القاء النظر على بعض المعالم التي كادت أن تُنسى.
مسجد «الفولي»
يعد مسجد الإمام «الفولي»، احد أهم مساجد المحافظة، ومر على إنشاء المسجد أكثر من 400 عاماً، وأطلق اسمه على المحافظة فسميت “منيا الفولى”، وذلك نظراً لمكانته بين أهالي المنيا.
وهو علي بن محمد بن علي اليمني المصري، يُعد من علماء الأزهر الشريف، ولد الإمام «الفولي»، عام 990 هــ وتوفى 1067 هـ ، ولقب بـ الاستاذ لأنه كان عالماً بالأزهر الشريف، وله الكثير من المؤلفات العلمية، ودفن فى ضريح خاص بزاويته التى انشائها فى حياته على شاطئ النيل الغربي .
قصة بناء مسجد «الفولي»
وعندما تجولنا في المحافظة إستمعنا لـ قصص الأهالي حول قصة بناء المسجد، فقال الشيخ “محمد سالم”، إمام المسجد: ” إن محافظة المنيا، اُطلق عليها “منيا الفولي”، نسبة للمسجد وقد اشتهر الإمام “الفولي” بـ أبي أحمد لذلك سُمى المسجد “احمد الفولي”، وهناك الكثير من أبناء المحافظة يقولون أن اسمه “علي”، فكيف اُطلق على المسجد “احمد الفولي”..؟، لأنه كان شهير بـ “أبي أحمد”.
وأضاف: أن الإمام «الفولي»، جاء من اليمن إلى مصر واستقر في محافظة المنيا، ودفن في ضريح خاص بجانب زاوية أنشأها لنفسه على شاطيء النيل الغربي، ومر الخديوي إسماعيل على النيل وقف ورأى الزاوية المدفون فيها الإمام “الفولي”، فـ أمر بتوجه جنوده نحو الزاوية ثم نزل ووقف أمام الزاوية وصلى، وأمر ببناء جامع كبير له وضريح يليق بـ مقامه.
وأكد على أنه في شهر يناير الماضي كان توجد في المسجد بعض التعديلات من المحافظة لـ دورات المياه والترميم وصيانة الكهرباء، وكان المحافظ يتابع أعمال التطوير بنفسه.
المحبين يتوافدون على المسجد طوال العام
وقال: “أنور عبدالله عبدالعظيم”، اُستاذ الفقه بـ معهد “نور الإسلام”: إن الناس يتوافدون على المسجد طوال العام بشكل يومي على ضريح الإمام “الفولي”، لـ زيارته والتبرك به.
وأردف: “أن الامام “الفولي”، ولد عام 990 هجرية، وجاء من اليمن إلى مصر، وتلقى العلم في الأزهر الشريف، وكان على المذهب الشافعي، وتزوج من المنيا”.
ويكمل: “لما عرف عنه من تصوف، وصلاح واستقامة، وعلم الشريعة اللغوية والصوفية، حينئذٍ ذاع صيته أرجاء المحافظة، وصخر حياته في الإرشاد والوعظ، وله تفاسير لبعض الآيات القرآنية”.
شارع «العطارين» أقدم شوارع المنيا
فـ على بعد حوالي 30 متراً من ميدان وجامع السلطان «محمد الحبشى»، أحد سلاطين الدولة الأيوبية في مصر أشهر ميادين مدينة المنيا الذى يحيطه سوق كبير يقع شارع العطارين.
والشارع دائماً مليئ بالمارة من البسطاء والأغنياء، وتتناغم فيه روائح العطور مع أصوات الحداده ويمتزج بلوحة فنية تمتزج فيها مهارة الحرفيين مع ألوان العطارين، ووجوههم يتغلب عليها التعب والمشقة ولكن إبتسامتهم تُخفف عنهم.
تاريخ تسمية الشارع
قال “مصطفى ناجي” أحد العطارين: اُطلق على الشارع هذا الاسم نسبة إلى كثرة محلات العطارة فيه، وقديماً كان يطلق عليه “سوق الخضار”، بسبب إنتشار بائعي الخضار والفاكهة حتى إندثر الاسم بعد نقل “سوق الخضار”، إلى ميدان الحبشي.
وأضاف: امتلئ الشارع الان بـ الحدادين والعطارين، وصانعي السكاكين فـ أصبح يُطلق عليه أكثر من إسم، ترة يُسمى شارع “العطارين”، وتارة اُخرى شارع “السكاكيني”، ولكل حرفة فيه تطلق إسمها عليه ولكن إشتهر بـ شارع “العطارين”.
وأردف: زار الملك فاروق الشارع حينما كان يوجد تجديد في مسجد “الفولي”، ومن بعده الرئيس جمال عبد الناصر، حين وضع حجر أساس الغرفة التجارية بـ المحافظة، كما زارت هدي شعراوي الشارع أكثر من مرة لأن الشارع ينتهي بـ ميناء الحنش، وكان يرسي مركب هدى شعراوي أثناء رحلتها على المنيا في الميناء.
الجذور التاريخية لـ مهنة العطارة
رغم ضيق الشارع يتوافد الناس إليه من شتى قرى المحافظة، لأنهم يجدون فيه ما يحتجونه وخاصة أن الأسعار مناسبة لكافة الأهالي.
وقال “شاهين حجاج”، صاحب محل عطارة: لـ مهنة العطارة جذور تاريخية كبيرة فكان العطار قديماً هو الطبيب والصيدلى في آن واحد فـ كان يحدد المرض، ويصف الدواء وله القدرة علي التداوي بالأعشاب والحصول على وصفات علاجية.
وأضاف: أنه يوجد إقبال يومي من أهالى المنيا على الشارع فلا أحد يستطيع الاستغناء عن شراء مستلزمات المطبخ من العطارة، وتعتبر المنتجات الأكثر إقبالا الكمون والفلفل والبهارات.
شارع مصر قضى على البطالة
أحد أهم المشروعات الصغيرة في المحافظة، ساهم في توفير فرص عمل للشباب، ويقع على كورنيش النيل و وتم إنشاؤه بتصميم حضاري وتم فيه مراعاة البعد الجمالي، ويمتد بطول حوالي 230 متر وعرضه يقرب من 12 متر، يتوسطه ممر للمشاة، كما تم تخصيص أماكن للسيارات.
فـ تم تجهيز الشارع ليكون مشروعاً تجاريًا، وبمظهره الجميل أصبح إيضًا قبلة للسائحين الذين يزورون المحافظة ويحتوي على أنشطة تجارية كثيرة ومتنوعة، وفيه 38 محلاً تجاريًا، بالإضافة إلى 33 عربية مأكولات، ومشروع “شارع مصر”، من المشروعات التي يجب الإشادة بها في الاحتفالات التي تقوم بها المحافظة.
شاهد| شوارع المحروسة تتزين استعدادًا لاستقبال شهر رمضان (صور)