نسمع كثيراً عن فن صناعة المجسمات، ولكن لكل صانع طريقة يصنع بها ويبدع فيها، ولكن المُبهر في الأمر أن نرى هذا الفن أصبح يعتمد على الورق ايضاً، “محمد محمود فرج“، مُنذ طفولته وهو عاشق لهذا الفن، تركه فترة دراسته بـ كلية الهندسة، وعندما تخرج عاد إليه بكل دقة، وأصبح يُبدع فيه كل دقيقة رغم الوقت الكبير الذي يَستغرقه في صناعة مُجسم واحد لكنه لا يمل بل يزيده إصرار على أن يُنهي ما بدأه.
صناعة المجسمات الورقية
قال محمد فرج لـ «أوان مصر»: “أن فكرة صناعة المجسمات الورقية كانت تراوده منذ الطفولة، عندما كان يُشاهد البرامج الكرتونية فبدأ يُقلد ما يراه ولكن بشكل مختلف عن المألوف وهو صناعة المجسمات التي يراها من ورق.
ويضيف في بداية الأمر كانت صناعته وهو طفل مقتصرة على أشياء بسيطة للغاية، وكان اذا فشل مرة يُصر على نجاحه في المرة التي بعدها لحين صناعة المجسم الذي يريده، وكان يحب المشاركة في الانشطة المدرسية ويبدع في الصناعات اليدوية.
وبدأ يُنمي هوايته فترة تلو الاُخرى، ما أصبح شاباً ودخل “كلية الهندسة”، رغم أن الكلية كانت لها فضل كبير في تعليمه الدقة بشكل أكبر، ولكنه في فترة الكلية ترك هوايته للإهتمام بالدراسة، لأنه في فترة دراسته كان الأمر، ليس هواية حقيقية بالنسبة له، كانت مجرد سد لوقت فراغ.
مُجسم يستغرق 80 ساعة
ولكنه بعدما تخرج من الكلية، أصبح يواظب على صناعة المجسمات الورقية، لأنه أراد أن يكون عنده هواية حقيقية يُريد ممارستها، فـ جلس يفكر ماهي الهواية التي اُريد أن تكون جزءاً من حياتي؟.. فأدرك أنه يرجع لهواية الطفولة، وينميها بطرق إبداعية ويصنع أشياء لم تكن في المألوف.
فـ أصبح يشغل تفكيره بهوايته، فأستعان بـ صديق لن يخذله وسيوفر له المعلومات التي يُريدها ألا وهو “الإنتر نت”، فبدأ يبحث عن اشياء ومجسمات كثيرة، فانبهر بما رأه فهذا كان دافع له للإستمرار والإبداع، وتعمق في صناعته أكثر مما في مُخيلته وبدأ في صناعته من 11 سنة.
ويؤكد أن هوايته ليس لها علاقة بـ مجاله، ولكنها ساعدته في الدقة والتركيز، لأن هذه الصناعة تستجوب على صاحبها الدقة والتركيز الازم، فيقول “محمد فرج” أنه بعد ما يخلص من عمله يبدأ في صناعة المجسمات أو في أوقات فراغه، ولكنها على حسب ما يقول تستغرق وقتاً كبيرًا فـ توجد مجمسات تستغرق من 5إلى 6 ساعات ومجسمات تستغرق من 80 إلى 90 ساعة.
أدواتها بسيطة ومتوفرة
ويُشير إلا أنه يفضل الاحتفاظ بها وعدم بيعها، لأن قيمتها المادية ستكون أقل بالنسبة للوقت والمجهود الكبير الذي يستغرقه في صناعة مجسم واحد حسبما يقول، ويُفضل الاحتفاظ بها.
ومن ضمن الأشياء التي جذبته لهذه الصناعة أدواتها البسيطة والمتوفرة وتتمثل في ” مقص، مادة لاصقة، مسطرة، أقلام ألوان”، وبالنسبة للورق يستخدم ورق سُمكه أزيد من سُمك الورق العادي، ويكون وزنه من 150 إلى 200 جرام، لكي لا ينقطع أثناء عمل عليه ، وان تنفيذ المجسمات بالورق الخفيف يؤدي إلى قطعه لأنه لا يستحمل حتى المادة اللاصقة، وكلما كان الورق أثقل يكون أفضل بالنسبة له.
لكل مُجسم حدث
ويستكمل إلى أن بعض الاشياء التي صنعها كانت لها أحداث مُعينة والبعض الآخر كان عندما يرى شيئاً فيعجب به، ومن ضمن أعماله عندما حصل رامي مالك على جائزة الأوسكار، فصنع جائزة الأوسكار، بالإضافة إلى كأس العالم لكرة القدم، وتستمر إبداعاته إلى أن صمم لوحة على طريقة خيال الظل، بقص مجموعة من الأوراق على شكل مأذن وهلال، وصناعته لـ ميكروسكوب، وتحته فيروس كورونا، وسفينة قناة السويس ” ايفر جيفين “، والجزء الأخر من المجسمات تكون عبارة عن أفكار تراوده، ويضيف إلى أنه صنع أشكالاً كرتونية كثيرة، ويقول أن أصعب أنواع المجسمات التي تكون على هيئة أشخاص لكثرة تفاصيلها.
ويحاول أن ينشر هذا الفن في مصر، عن طريق السوشيال ميديا وعن طريق وسائل الإعلام، للإستفادة العامة، ويدعوا جميع الشباب أن يمارسوا الهواية التي يحبوها ويعملوا على تنميتها ولا يحبطوا ابداً، وعندما يكون لك حاقد فإعلم أنك على سُلم النجاح.