دافع يورجن بوس مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب عن جائزة الشيخ زايد، تعقيبا على تراجع الفيلسوف الألماني يورجن هابرماس عن قبولها.
وقال بوس -في تصريح لموقع “دير شبيجل” الألماني- “بالطبع أنا أقبل بقرار السيد هابرماس، ولكن من المؤسف فعلا سماع هذا القرار، فمنح هابرماس الجائزة، كان من شأنه أن يكون مناسبة للتعريف بنتاجه المهم وبمواقفه في شكل أفضل، في المجال الثقافي العربي”. و”طبعا هناك نقاش للواقع السياسي، ولكن يمكننا تمثيل القيم الديمقراطية في شكل أفضل إذا أظهرنا حضورنا، عوض أن نترك المسافة تزداد”.
وأضاف “الإمارات دولة في حال من الحركة ولا يزال أمامها طريق طويل لتجتازه”. وتحدث عن الشراكة الدائمة بين معرض فرانكفورت ومعرض أبو ظبي وما نجم عنها من رؤية متطورة في عالم الكتاب، مشيرا إلى أنه كان لا بد من تكريم مفكر ألماني ترافقا مع الاحتفال بألمانيا كضيف شرف في معرض أبو ظبي الدلي للكتاب.
كان الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني يورجن هابرماس (91 عاما) قد تراجع عن موافقته على قبول جائزة الشيخ زايد، التي اختارته “شخصية العام الثقافية” للعام 2021، في 30 أبريل الماضي، “تقديرا لمسيرة مهنية طويلة تمتد لأكثر من نصف قرن”.
وكان اختيار هابرماس للفوز بالجائزة تقديرا لموقعه كفيلسوف وعالم اجتماع، فهو من أبرز الفلاسفة الألمان الأحياء منذ النصف الثاني للقرن العشرين، وعرف بارتباطه بالإرث النظري لما يعرف بمدرسة فرانكفورت وفكرها النقدي في النظرية الاجتماعية، وله مفهوم نظري خاص يعرف بنظرية الفعل التواصلي، ويبلغ عدد كتبه في مجالات الفلسفة والنظرية الاجتماعية نحو خمسين كتابا، وقد ترجم معظمها الى لغات عدة، مما جعل أثره واضحا في الحركات الفكرية الحداثية وما بعد الحداثية. وقد وصفته دائرة معارف ستانفورد الفلسفية بأنه واحد من أكثر الفلاسفة تأثيرا في العالم.
ومن كتبه المترجمة إلى اللغة العربية: “الأخلاق والتواصل”، “المعرفة والمصلحة”، “أخلاقيات الحوار”، “العلم والتقنية كايديولوجيا”، “الخطاب الفلسفي للحداثة”، “نظرية الفعل التواصلي”.
وفاز هابرماس سابقا بجوائز عدة، من أبرزها: جائزة السلام الألمانية (2001)، جائزة إيرازموس الهولندية (2013)، جائزة جون كلوغ الدولية التي تبلغ قيمتها المادية مليونا ونصف مليون دولار (2015)، وسواها.
وأصدر الموقع الرسمي لجائزة الشيخ زايد بيانا، بعد انتشار خبر اعتذار هابرماس، أعرب فيه عن أسف القائمين على الجائزة لتراجعه “عن قبوله المسبق للجائزة”، مضيفا أن الجائزة “تحترم قراره”، فهي تجسد “قيم التسامح والمعرفة والإبداع وبناء الجسور بين الثقافات، وستواصل أداء هذه الرسالة”.
موضوعات متعلقة: