تعد صلاة التراويح في رمضان سنة مؤكدة للرجال والنساء، وسنّها رسول الله بقوله وفعله، حسبما رواه أبي هريرة أن رسول الله قال: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
وذكرت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله، فلما أصبح قال: (قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم)؛ وذلك في رمضان، وعنها أيضا رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله” متفق عليه.
وورد في صفة صلاة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الليل أنّه كان يُصلّيها إحدى عشرة ركعة، إلّا أنّه لا حرج على مَن زاد على ذلك؛ إذ لم يُحدّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لصلاة التراويح عدداً يجعل الزيادة عنه ممنوعة، وللعلماء في عدد ركعات التراويح آراء، وهي كما يأتي:
جمهور الفقهاء:
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى أنّ عدد ركعات صلاة التروايح عشرون ركعة، فيُصلّي الإمام بهم عشرين ركعة يُسلّم بين كلّ اثنتَين منها، ويستريحون بعد كلّ أربع ركعات، ويختم الإمام التراويح بصلاة الوتر جماعة. وقد استدلّ الجمهور بجَمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- المسلمين على إمامٍ واحدٍ يُصلّي بهم التراويح عشرين ركعة، وكان أُبَيّ بن كعب -رضي الله عنه- إمامهم بتعيينٍ من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
المالكية:
ذهب المالكية إلى أنّ عدد ركعات التراويح تسع وثلاثون ركعة يستريحون بين كلّ أربع ركعات منها تسع مرّات؛ إذ تكون ستّاً وثلاثين ركعة، ويختمونها بثلاث ركعات وتر، وقد صلّى أهل المدينة هذا العدد لأنّهم أرادوا أن يُساووا أهل مكّة في الفَضل؛ حيث كان أهل مكة يطوفون حول الكعبة سبعة أشواط بعد كلّ أربع ركعات؛ فزاد أهل المدينة أربع ترويحات مكان كلّ أسبوع؛ والأربع ترويحات تبلغ ستّ عشرة ركعة، فإذا أُضيفت إلى العشرين أصبحت بذلك ستّاً وثلاثين ركعة.
موضوعات متعلقة: