بالرغم من سمعتها الطيبة واحترامها المعروف عنها، إلا إنها لم تسلم من أذى غيرها حتى بعد وفاتها.. “حرق جثتها بعد إخراجها من قبرها”، بعدما أصيبت “منى جاد”، المرأة الأربعينية، التي تعمل بشؤون المرضى، بفيروس كورونا، حيث لم تتحمل شراسته نظرا لمعاناتها من مرض السكري، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالتها الصحية.
أضطر أهلها لنقلها لإحدى غرف العناية المركزة داخل مستشفى الحميات بحلوان آملين في عودة حياتها الطبيعية مرة اخرى، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة.
منى ماتت
لم تمر 48 ساعة على تواجدها داخل غرفة العناية المركزة، ليخرج أحد الأطباء مبلغا شقيقتها، “منى توفت”، ليخيم الحزن على معالم وجوههم، وتتعالى أصوات الصراخ بشكل مخيف من أصدقائها بالمستشفى محل عملها، حيث انطفأت أنوار الفرح في قلوبهم بعدما فقدوا “أطيب القلوب بينهم”، حسبما يرددون على ألسنتهم.
نبش قبرها وحرق جثتها
حملوها الأهل على الأكتاف، متجهين إلى مقابر العائلة بعزبة الباجور، يودعون مثواها الأخير، في مشهد أقتصر على وجود عدد قليل من الأهل خوفا من الإصابة بكرونا، ومن هنا انتهت حياتها لكن لم تنتهي الرواية، فيوم الخميس الماضي، تجسد الشيطان في جسد أحدهم، ليقوم بإنتهاك حرمة الموتى، وإخراج جثتها من قبرها، وأشعل لهيب النيران بها، لتتفحم جثتها، وتزداد الأمور تعقيدا ويصبح هناك لغز، تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لفك شفراته.
تقول “س. ط” ، إحدى زميلات المتوفية بالمستشفى، لموقع ” أوان مصر”، أن المتوفية منى جاد الجميع يشهد بإحترامها العالي، وليس لها عداوة مع احد، بل دائمة الإبتسامة تستقبل الجميع المترددين على المستشفى بكل عطف، ودائما في اتم الإستعداد لمساعدة المرضى.
وأوضحت أنها بعدما توفى والديها أصبحت تقيم رفقة شقيقها، 20 عاما، وشقيقتها تدعى “جيهان”، داخل مجاروة 10 بمساكن المشروع الأمريكي بمنطقة حلوان، مشيرة إلى إنهم جميعهن لم يتزوجن بعد، وإنها موظفة بالمستشفى منذ قرابة الـ15 عامًا.
والتقطت طرفى الحديث “م. ب” إحدى العاملات بالمستشفى، قائلة أن المتوفية في العقد الأربعيني من عمرها، وتعمل في مكتب شؤون المرضى بمستشفى حلوان العام، وكانت قد أصيبت بفيروس كورونا المستجد، ولم تتحمل الألم وضيق التنفس داخل منزلها، لإصابتها بمرض السكري، فنقلت إلى العناية المركزة بأحد مستشفيات الحميات.
تفحم الجثة
واضافت إنها تفاجئت بخبر الواقعة، حينما سمعو صوت سرينة الشرطة وهي تزمجر أمام المستشفى، للتحقيق حول ملابسات الواقعة، مرددة “ربنا يحرق أيدو زي ما حرقها وحرق قلوبنا عليها”
وكان المقدم محمد السيسي رئيس مباحث حلوان، قد تلقى بلاغًا يفيد بتفحم جثمان سيدة ، بعد وفاتها بكورونا، حيث أخرج مجهولون جثمانها دون رحمة وأحرقوها، وتركوها خارج مكان الدفن المخصص لها
وتم القبض على عدد من المشتبه بهم من خلال رواية شهود عيان، وتفريغ كاميرات مراقبة بالمنطقة المحيطة بالمقابر، وجاري التحقيق معهم لكشف ملابسات الواقعة.
«مش لاقيين لها آثر»!.. أم تستغيث: بنتي كانت عند خالتها واختفت (صورة)