ركزت الصحف اللبنانية، الصادرة صباح اليوم، اهتمامها على الواقع الاقتصادي المتدهور في البلاد، لا سيما التراجع المستمر في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي وما يقابله من غلاء معيشي كبير في ظل عدم وجود معطيات جدية تشي بقرب تشكيل الحكومة الجديدة على نحو ينذر بتسارع وتيرة الانهيار في لبنان .
وذكرت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) أن القطاعات والأنشطة التجارية المختلفة بدأت في رفع أسعار جميع السلع ربطا بالارتفاع في أسعار الدولار بلا رادع وبلا سقف، محذرة من أن “الانهيار يتدحرج بصورة كبيرة” وقد يصل إلى مرحلة الانفجار المجتمعي الواسع.
وأبدت الصحف خشية من استمرار حالة الفراغ الحكومي الممتدة منذ أكثر من 7 أشهر، على نحو قد يدفع بلبنان نحو انهيار كبير يشمل مختلف المجالات والقطاعات في الدولة، مشيرة إلى ارتفاع الطلب على الدولار في ظل حال الشُح الكبير في العملة الأمريكية، وتآكل دخل السواد الأعظم من اللبنانيين وانهيار قدرتهم الشرائية .
وأشارت إلى أن بعض الحوادث التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة على نحو غير مسبوق، ما بين اقتحام أحد المحال التجارية الكبرى وتحطيم محتوياته تحت ذريعة إخفائه منتجات مدعومة، ومن قبلها مشاهد الصراع على عبوات الحليب والزيت في محال تجارية أخرى، وتقنين محطات البنزين بيع كميات الوقود في مناطق متعددة وأزمة الكهرباء المتفاقمة، تنبئ بالفوضى في ظل ازدياد معاناة اللبنانيين واختفاء السلع وارتفاع الأسعار اليومي.
وأكدت أن كافة المؤشرات المتعلقة بالملف الحكومي تفيد بعدم وجود استجابة للوساطات والمبادرات الرامية إلى إيجاد حل للمعضلة الحكومية، لافتة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يبذل المساعي الرامية لإحداث خرق في جدار الأزمة الحكومية في سبيل تجاوز أزمة الثقة العميقة القائمة بين الرئيس اللبناني ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر) من جهة وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى.