«من قتل نفسًا بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا» ، إنها الجريمة الأكثر إيلامًا ، ضرب الله لنا سبحانه المثل في آيات كتاب الذكر الحكيم ، أن القتل ليس بأمر هين ، وعندما وقعت جناية القتل الأولى ، كانت لشقيقين ، مثلما حدث اليوم بين أخوة أشقاء الأم والأب بالإسكندرية ، بعدما ساعد الأخ أخاه ، دارت الأيام لتحدث بينهما مشادة كلامية ، تحولت إلى مشاجرة ، ولم يكتفِ الجاني بالتعدِ على أخيه لفظًا، بل تطاولت يده على والدته التي راعيته منذ صغره ليصبح سندًا لها عند الكِبر، وقيدها حتى لا تستغيث بأحد ، ويتمكن من ارتكاب الآثم على أكمل وجه، إنها الجريمة التي يشيبُ لها الوجدان.
الضحية آخ أكبر يبلغ من العمر 41 عامًا ، حينما وجد الحال يضيق على شقيقه الأصغر والذي يصغره بحوالي عشرة أعوام ، قام بمساعدته ، حتى يتمكن من وجود لقة عيش يكسبها ، فبادر بالمساعدة ومكنُه من شراء مركبة “تروسيكل” ليباشر بها عمله ويحصل على لقمة العيش التي نسعى إليها جميعًا .
والصغير نكر الجميل ، فبدلاً من ان يشكر فضل أخاه عليه ، عندما سأله أخاه الأكبر عن حصيلة أعماله ، وما اذا كان هناك أمكانية لرد ولو جزء من الأموال التي قد ساعده بها ، قام بسبه ولعنه عده مرات ، وعندما تدخلت الام العجوز لفض الشباك بينهما ، تطورت المشكلة لتصبح مكانِ ترتكب به جناية قتل عن عمد.
سارع الصغير منفعلًا بالسباب والشتائم على أخيه الأكبر ، ثم قام بلا شفقة ولا رحمه ، لم يرحم دموع الام العجوز ولم يرحم صيحاتها بالاستغاثة ، وعندما خاف إلا تتم جريمته ، قام بتكتيفها بواسطة «حبل» وكتم صوتها لعدم استطاعتها على الاستغاثة ، “وسولت له نفسه قتل أخيه خلسة وبغتة، ولم يبحث عن شيئ إلا الفرار بعدها.
حيث قررت نيابة مينا البصل بالاسكندرية، حبس عاطل 4 ايام علي ذمة التحقيقات بعد اتهامه بقتل شقيقه بعد أن نشبت مشادة بينهما بسبب خلافات مالية بينهما، وتقيد والدته بالحبال، وسرعة طلب تحريات المباحث حول الواقعة، والتصريح بدفن الجثة بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة، وسؤال شهود العيان عن الواقعة.
تلقى اللواء سامي غنيم، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من اللواء محمد عبد الوهاب، مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد بورود بلاغ بحدوث مشاجرة بين شقيقين ووفاة أحدهما بدائرة قسم شرطة مينا البصل، وهروب الآخر.
على الفور انتقل فريق من ضباط مباحث القسم، الي مكان الواقعة، وبالمعاينة والفحص تبين وجود جثة المدعو أ.ر.أ، 41 سنة، مسجاة على ظهرها غارق في دمائه إثر طعنه بسلاحٍ أبيض في الصدر.
وبسؤال والدته المدعوة ع.ال. ال، ربه منزل، قررت نشوب مشاجرة بسبب خلافات مالية بين نجلها المتوفي والمتهم شقيقه الأصغر ي.ر.أ، 35 سنة، عاطل، بسبب قيام المتوفي بمساعدة شقيقه فى شراء مركبة “تروسيكل” فحدثت مشاجرة فيما بينهما، علي اثرها تعدى فيها الأخير على الأول بالطعن بسلاحٍ أبيض حتى سقط قتيلاً، واكدت أن نجلها الصغير قام بتقيدها بالحبال حتى لا تستغيث بالجيران وفر هاربًا.
تم عمل كمين والقي القبض علي المتهم، ونقل الجثة إلى مشرحة الاسعاف تحت تصرف النيابة، وتحرير المحضر اللازم بالواقعة واخطرت النيابة التحقيقات.