كشفت وثائق حكومية بريطانية نُشرت للمرة الأولى، أن بريطانيا في عهد رئيس الوزراء جون ميجور كانت تخشى احتمال “الانجرار إلى حرب أخرى” بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق، وتفكر في التخلي عن حلفاء أكراد.
وحذر جون هولمز، السكرتير الخاص لميجور من أن “الأميركيين قد يسعون إلى رد عسكري على نطاق واسع”، إذا سيطرت قوات الرئيس العراقي صدام حسين على المنطقة الكردية في شمال العراق.
وكتب “هولمز”، في نوفمبر 1996، قبل اجتماع ثنائي مع وارن كريستوفر وزير الخارجية في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون أن عملا عسكريا من هذا النوع “لن نتمكن من دعمه ببساطة”، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بمن فيها بريطانيا أقامت ملاذا آمنا وفرضت منطقة حظر طيران في شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد.
و بدت المنطقة، في هذه الفترة، مهددة بالوقوع تحت سيطرة القوات العراقية، وكان الرئيس العراقي شن قبل أشهر عملية توغل واسعة في شمال العراق، مما أدى إلى شن ضربات جوية أميركية.
وكتب هولمز بحسب الوثيقة: “هذا من شأنه أن يشكل معضلة سياسية كبيرة بالنسبة لنا”. مضيفا “قد يكون الأمر الواقعي بالنسبة لنا وللأميركيين هو أنه يتعين علينا التخلي عن شمال العراق”.
وكشفت المذكرة عن عدم وجود رغبة لدى لندن في ذلك الوقت لمزيد من العمل العسكري على نطاق واسع”.
وكان الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ألقي القبض عليه في 13 ديسمبر عام 2003 في عملية سميت بالفجر الأحمر، وجرت بعدها محاكمته بسبب الجرائم التي اتهم بها ونُفِّذ حكم الإعدام به في 30 ديسمبر عام 2006.