كتب – محمود الديري
آني یا عزیزتي أغرد للحب وإن أعرضت عنه ، فأعود له كما تعود شمس الیوم غداً ، وكما یعود قمر الأمس ھذه اللیلة ..
أما بعـد..
حین یعود الشتاء تحتوینا الملابس لنتدفئ بھا، یحتوینا الرداء والغطاء لنشعر بالدفئ والاطمئنان أما عني ، فما یحتویني في الشتـاء إلا ذكـرى بعیدة الأمد ، طویلة المسافات ، لا یفصل بیني وبینھا رداءً كان أو غطـاء.
ومن العجب في الموضوع أن لھذه الذكرى من الجید ما لھا ، ومن السیئ أیضا ما لھا ، وإني بھذه الذكریات لا سعیدٍ أنا ولا فرح لا باكیاً ولا ضاحك.
إني بتلك الذكرى كما جاء بھذه السطور الأولى تنتابني الحيرة ويأخذني التعجب ، إستقبل شتائي وما یحمل من ذكریات ویسردھا على عقل وقلب، قلبٌ يرحب وعقل يلوم ويغضب.
یغمرني الحنین تارة ، ویؤلمني الماضِ تارة آخرى ، بین ھدوء الشارع ، وسقوط المطر وسكون الطرق ، تذهب روحي فراشة تتراقص حين تتساقط حبات المطر بین الورود ، اجد كثیرا مما افتقدت بین شعوراً بالوحدة المؤلمة وھدوء للنفس ، وما غلبني الحنین الا وسرعان ما تغلبني الذكرى.
مرحباً بك یا شتاءِ عظیم ، في شتائي حكایات لا تعاش الا مع من أحببت ، ذكریات وآمال وحیاة آخرى بعـالم ، آخر تمر علیه الفصول ولا تتغیر مفرداته ، یعود لأروي له ویروي لي.
واعتدت أن یأتي الشتـاء وحده بما یحمل من كل عام دون نقصان ان لم یزداد ، فمرحبـاً بتلك التفاصیل ، ومرحبـا بھدوء تلك المدینة ، مرحباً بك یا شتـاء العشاق .
اقرأ أيضاً:
محمود الديري يكتب.. «كُنا وليتنا أبداً لم نكُن»