كتبت – هدى عامر
ليس وليد الحدث, فمن الخمسينات والنظام الإيراني يعمل على إدخال النووي وتخصيب اليورانيوم وامتلاكه وأسلحة الدمار الشامل لكن توقف وتعثر لعدة أسباب منها دواعي دينية على سبيل المثال تحريم الإفتاء الدينية بامتلال القنابل النووية والأسلحة النووية وغيرها لأنها تفضي للهلاك لكن تغيرت الأمور وصارت إيران متكالبة على امتلاكه مما خلق جدار من العدائية بينها وبين البيت الأبيض وخليفتها إسرائيل فلم كل هذا التكالب والحرص على امتلاكه وكيف فاقت قدراتها بعد خروجها من معاهدة الاتفاق النووي؟
ما هي الأسلحة النووية؟
نوع من أنواع المتفجرات بالغ القوة والتأثير كالذرات والنظائر تشارك في عملية إطلاق الانفجار النووي؛ إذ تكتسب القنابل طاقتها إما من انشطار الذرات أو من اندماج جزيئاتها معاً, ولذا تُسمى القنبلة النووية أحياناً بالقنبلة الذرية.
برنامج إيران النووي
بدأ برنامج إيراني النووي منذ الخميسنات القرن العشرين والغريب بدأ بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية جزءا من برنامج “الذرة من أجل السلام”,وانتهي بفرض عقوبات على إيران إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979 وأطاحت بشاه إيران.
بعد الثورة الإسلامية عام 1979، أمر روح الله الموسوي الخميني بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، إذ كان يعتبر هذه الأسلحة محظورة بموجب الأخلاق والفقه الإسلامي.
بعد وفاة روح الله الخميني في عام 1989ولكنه أعاد السماح بإجراء بحوث صغيرة النطاق في الطاقات النووية، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية العراقية، وقد خضع البرنامج لتوسع كبير
وقد شمل البرنامج النووي الإيراني عدة مواقع بحث، اثنين من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث، ومرافق معالجة اليورانيوم التي تشمل محطات تخصيب اليورانيوم الثلاثة المعروفة.
يعتبر مفاعل بوشهر أول محطة للطاقة النووية في إيران، وقد اكتمل بمساعدة كبيرة قدمتها وكالة روساتوم الروسية الحكومية. وقد افتتح رسمياً في 12 سبتمبر 2011.
أعلنت إيران أنها تعمل على إنشاء مصنع جديد للطاقة النووية في دارخوين قدرته 360 ميجاوات, وقد أعلنت شركة Atomenergoprom (الشركة الهندسية الروسية المقاولة) بأن محطة بوشهر للطاقة النووية ستصل لكامل طاقتها الإنتاجية بحلول نهاية عام 2012.
وأوضحت إيران أيضاً بأنها ستسعى لتصنيع محطات متوسطة الحجم لإنتاج الطاقة واستكشاف مناجم اليورانيوم في المستقبل.
في نوفمبر 2011، انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس محافظي إيران. وبعد تقرير الوكالة خلصت إلى أن إيران على الأرجح قد أجرت البحوث والتجارب الرامية إلى تطوير قدرات الأسلحة النووية قبل عام 2003.
نظرة عامة
في عام 2003، أعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) في تقريرها ولأول مرة أن إيران لم تعلن مساهماتها النووية الحساسة وأنشطتها في التخصيب والمعالجة، ويمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم ولإنتاج وقود للمفاعلات (في مستويات أعلى من التخصيب) لصنع أسلحة. وتقول إيران أن برنامجها النووي هو لأغراض سلمية، وقامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة أقل من 5٪، بما يتفق مع وقود لمحطة الطاقة النووية المدنية. تزعم إيران أيضاً أنها اضطرت إلى اللجوء إلى السرية بعد عدة ضغوط أمريكية وإجراء عقود نووية مع الحكومات الأجنبية لتسقط من خلالها. وبعد أن ذكر مجلس محافظي الوكالة الدولية بأن إيران لم تتوافق مع ضمانات السلامة مع مجلس الأمن الدولي، طالب المجلس بأن تعلق إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم في حين أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد صرح بأن العقوبات هي “غير قانونية”، التي تفرضها “قوى الاستكبار”، وأن إيران قررت متابعة رصد برنامجها السلمي بنفسها ومن خلال “المسار القانوني المناسب”، للوكالة الدولية للطاقة الذرية. بعد مزاعم العام حول أنشطة إيران النووية غير المعلنة سابقا، أطلقت وكالة الطاقة الذرية تحقيقا التي أبرمت في نوفمبر 2003 ان إيران قد فشلت بشكل منتظم لتلبية التزاماتها بموجب اتفاق ضمانات معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أن يقدم تلك الأنشطة إلى وكالة الطاقة الذرية، على الرغم من أنها ذكرت أيضا أي دليل على وصلات لبرنامج للأسلحة النووية. تأخر مجلس محافظي الوكالة استنتاج رسمي عدم الامتثال حتى سبتمبر 2005، وذكرت أن عدم الامتثال إلى مجلس الأمن الدولي في فبراير 2006.
لـ الاتفاق النووي
كان مخزون إيران يقدر بـ8 آلاف طن من اليورانيوم، منخفض التخصيب (3.5%)، قبل الاتفاق النووي، وهي كمية تكفي لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة (90%) يمكن استخدامه في صناعة 7 قنابل نووية.
وكانت إيران تمتلك كميات من “اليورانيوم المنضب” الناتج من تشغيل محطاتها النووية، الذي يمكن إعادة استخدامه كسلاح فتاك.
وتمتلك إيران أكثر من 19 ألف جهاز طرد مركزي.
بعد الاتفاق النووي
نص الاتفاق على خفض مخزون إيران من الوقود النووي منخفض التخصيب، إلى 300 كغم، وهي تكفي لإنتاج وقود نووي يمكن استخدامه .
ونص الاتفاق أيضا على أن تقوم إيران بتصدير الوقود النووي المستنفد إلى دولة أخرى حتى لا يعاد استخدامه لأغراض عسكرية.
وخفض الاتفاق النووي عدد أجهزة الطرد المركزي إلى 6 آلاف جهاز، وتم تفكيك 13 ألف جهاز ووضعها تحت مراقبة مستمرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أن يعاد استخدامها تدريجيا خلال 10 سنوات.
انسحاب ترامب
بعدما أعلن دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي ، جددت القوى الكبرى المشاركة فيه التزامها، بمواصلة العمل على بنود الاتفاق، مادامت إيران تلتزم به.
يري البيت الأبيض ،أن إيران تمتلك قبل يوليو 2015 مخزونا كبيرا من اليورانيوم المخصب، وحوالي 20 ألفا من أجهزة الطرد المركزي، وهي كمية كافية لإنتاج ما بين 8 إلى 10 قنابل نووية.
ووقتها، قدر خبراء أميركيون أن إيران لو قررت إنتاج سلاح نووي سيكون أمامها شهران أو 3 أشهر فقط للحصول على كمية كافية من اليورانيوم المخصب (بحدود 90 بالمئة) وهي الكمية اللازمة لإنتاج القنبلة.
وبعد نحو 4 سنوات من التغير النسبي بموجب اتفاق وقعته إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا)، بالإضافة إلى ألمانيا، هدد روحاني باستئناف تخصيب اليورانيوم، وعدم بيع بلاده لليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة لدول أخرى.
ثم منح الرئيس الإيراني الموقعين على الاتفاق فرصة 60 يوما للاختيار بين أمرين، إما الوفاء بالتزاماتهم المالية والنفطية المنصوص عليها في الاتفاق، وإما اتباع الولايات المتحدة والانسحاب من الاتفاق.
ويطالب الاتفاق إيران ببيع فائض اليورانيوم المخصب لديها إلى الخارج بدلا من الاحتفاظ به، ومع بيعه تستطيع إيران توليد طاقة نووية، ويمكن للأطراف الأخرى في الاتفاق أن يتأكدوا أنها لا تطور أسلحة نووية.
قنابل نووية
على الرغم موافقة طهران 2015 على اتفاقية الحد من حجم مخزوتها من اليورانيوم المخصب، المستخدم لصنع وقود المفاعلات النووية وكذلك صنع الأسلحة النووية، لمدة 15 عاما، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي لمدة 10 سنوات إلا أنها نقضت كل ذلك.
وبحسب الاتفاق، خفضت إيران مخزونها من اليورانيوم بنحو 98 بالمئة إلى 300 كيلوغراما لمدة 15 عاما، والتزمت بمستوى تخصيب بحدود 3.67 بالمئة، لكن يبدو أن هذه النسبة أيضا تمكن إيران من استئناف التخصيب الذي يؤدي في نهاية المطاف لإنتاج قنابل نووية.
فقد أسست إيران منشأتين لتخصيب اليورانيوم، وهما “نطنز” و”فوردو”، وهناك جرت تغذية محطات الطرد المركزي بغاز سادس فلوريد اليورانيوم لفصل يورانيوم U235 الأكثر انشطارا.
ويمكن استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يحتوي على نسبة تركيز من U235 تتراوح بين 3 و4 بالمئة، لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية، لكن يمكن تخصيبه أيضا لنسبة 90 بالمئة المطلوبة لإنتاج
الجهل والمعرفة
من المثير للدهشة قلة ما يُعرف عن برنامج إيران للأسلحة الكيماوية وعملية اتخاذ القرارات بشأنه خلال فترة دامت ما يقرب من ثلاثين عاماً. وإذا كان يتوفر ما يكفي لاستخلاص استنتاجات واسعة النطاق بشأن هذا البرنامج ومسبباته الإستراتيجية، إلا أن العديد من التفاصيل الهامة المتعلقة به ومراحله ومعالمه الرئيسية ما يزال مفقوداً. هل لم ينتجوا سوى الخردل، أم أنتجوا عوامل أخرى معه أيضاً؟ هل تم تسليح أي من هذه العوامل؟ وإن حدث، فهل استخدموها؟ وإذا لم يحدث، فلم لا؟ ما هي عقيدة استخدام الأسلحة الكيمياوية الأولية التي كانت لدى إيران؟ وهل قامت إيران بنقل عوامل أو ذخائر كيماوية إلى ليبيا أو غيرها.