تقرير – شيماء رستم
« الملح .. ينافس أهمية البترول .. فـ البترول الذهب الأسود و الملح الذهب الأبيض »
يعد ” الملح ” ، ما يسمى بـ ” كلوريد الصوديوم “، عنصر غذائي هام لحياتنا ، في الأطعمة و طهي الطعام و الحفاظ عليها ، بجانب أن من أشهر ما يعرف عن مصر أو القدماء المصريين هي ” المومياوات ” و التحنيط و يعد الملح هو السبب الأوحد فى نجاح عملية التحنيط ، و الحفاظ على المومياوات كل هذه الأعوام ، و لذلك لا يمكننا تجاهل هذا العنصر الهام المهمش ، ويؤثر الملح على مذاق الأطعمة ويرجع الفضل في ذلك إلى أجهزة الاستشعار الخاصة الموجودة في اللسان والتي من شأنها تمييز الطعام المالح. وعادة ما يُستخدم في الطهي لتعزيز النكهات المختلفة، و كما تحتل الهند المركز الثالث في صناعته عالميا بـ إنتاج 30 مليون طن من الملح ، وسوف نطرح أهم ما يجب أن يعرف عن هذا العنصر الماسي .
«الملح أهم سبب اكتشاف المصريين القدماء الفسيخ و تحنيط المومياوات »
تم العثور في صحاري مصر قديمًا علي بعض المومياوات المحفوظة في الرمال المالحة (تتكون من مزيج من الملح والنترون) والتي يعود تاريخها لعام3000ق.م، وهذا وإن دل على معرفة فوائد الملح في الحفظ قديمًا منذ عهد الفراعنة. ومع ذلك، يرى بعض المؤرخين أن قدماء المصريين قد اقتصر استخدامهم للملح فقط في عمليات التحنيط كمادة مجففة وخاصه في المراحل الأولى من إجرائها،كما عُرفت أيضاً استخدامات أخرى للملح في الطهي وفي الطقوس الدينية والمراسم الجنائزية، ومن الاستخدامات المعروفة للملح في الطهي هناك صلصة قوامها الملح والخل والثوم والتي استخدمها الرومان فيما بعد، كما استُخدم الملح في صناعة نوع من النبيذ المصنوع من الرمان، حسب ما رصد ويكبيديا.
بداية إكتشاف عنصر « الملح »:
ببداية الملح كان مجرد صخرة تحتوي على الأملاح كان يأكلها الحيوانات و يتمتعون بطعمها ، لان الملح يعطي مزاج خاص للطعام و لذلك وجد الحيوانات لذة بأكله ، ومن ثم انتقل إلى الانسان وكانت الصخرة الوحيدة التي يمكن أن يأكلها الإنسان ، ومن ثم بدأ استخدام الملح كعنصر مضاف بالاطعمة الغذائية كـ بهار، خاصة بالأسماك و اللحوم المقددة ، و يعد هو أحد أسباب أكتشاف الفراعنة للفسيخ كما يقال ، و أيضا سبب شهرة مصر عالميا بالتحنيط و المومياوات ، و ايضا هو حافظ لأطعمة و أيضا المومياوات كما ذكرنا.
كيفية إستخراج الملح « و فوائده » :
ويتم استخراج الملح في الأساس من خلال عملية تبخير مياه البحر أو استخراجه من بعض الصخور الغنية بمعدن كلوريد الصوديوم مثل (الهاليت)، في الوقت الحاضر يُعتبر الملح مكونًا مشتركًا خصوصًا في الطعام، فمُنذ بدايات القرن العشرين تم ضبط وتحديد كمية الملح المُستهلكة خاصه بالنسبة للمرضى المصابين بضغط الدم المرتفع،.ومن جههةأخرى يتم استخدام الملح في بعض المناطق كنوع من الأغذية الوظيفية حيث يُستخدم اليود للوقاية من الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، والأهمية الاقتصادية للملح في السابق لم تبقَ كما هي حتى أواخر القرن التاسع عشر، ويرجع السبب في ذلك نسبيًا إلى ظهور الكثير من الوسائل البديلة والفعالة في حفظ الأطعمة في مجال الصناعات الغذائية الحديثة، فضلًا عن الطُرق المتطورة في استخراج الملح وتصنيعه، ونتيجة لذلك انخفض الطلب العالمي للملح، مع إنه لازال مكونًا مُشتركاً بكونه عنصرًا أساسيًا في أي مطبخ.
ومن الجدير بالذكر أنّ مُعظَم الأملاح الّتي يتناولها الأشخاص اليوم تأتي من الأطعمة المعالجة، والأطعمة سريعة التحضير، والأطعمة غير المعالجة التي تحتوي على نسبة من الأملاح بشكل غير طبيعي، لكن هناك العديد من الفوائد والاستخدامات المختلفة للملح، فهو يلعب دوراً مهماً في حفظ الأطعمة وحمايتها من البكتيريا والتلف وإبقائها طازجة مدّة طويلة، وقد كان يُستخدَم كشكل من أشكال العُملة في بعض الحضارات القديمة، كما أنّ الملح كان يُستخدَم لحفظ الجثث وعملية التحنيط في العصور القديمة كما ذكرنا، وعلى الرّغم من وجوب توخّي الحذر أثناء تناول الملح إلّا أنّ جسم الإنسان بحاجة للأملاح بكميات مُعيّنة.
و من أهم فوائد الملح :
- الحفاظ على عمل الغدّة الدّرقية
- حماية الجسم من الجفاف
- الوقاية من الاصابة بالتليف الكبدي
- الوقاية من إنخفاض ضغط الدم
- المحافظة على المياه والسوائل في خلايا الجسم
- المساعدة بعملية الهضم
- الوقاية من ضربات الشمس
- الاستخدام للتطهير و الوقاية
صناعة « الملح في مصر » :
يعد إمتلاك مصر إلى العديد من البحيرات و الشواطئ التي تمتد إلى آلاف الكيلومترات و سطوع الشمس عليها طوال العام ،إمتلاك تربة جيدة خالية من مصادر التلوث بجميع أنواعة أتاحت تلك المقومات عملية ترسيب أنواع متعددة من الأملاح وبالتالي ظهور الملاحات التى يصل إنتاجها لمليارات الأطنان وفائض يكفى عقود طويلة ومن الممكن ان تبنى عليها نهضة صناعية كبيرة لو أمكن استغلالها مع توفير مليارات الجنيهات التى تنفق للاستيراد من الخارج، ستخراج الملح من عدد من الملاحات فى الإسكندرية وبورسعيد وشمال سيناء وسيوة بواسطة شركات قطاع أعمال عام، وتنتج مصر سنويا من الملح بقيمة تصل لنحو مليار جنيه.
وتعد ملاحة بورفؤاد واحدة من أهم الملاحات فى مصر لأنها تنتج انقى أنواع الملح فى مصر وإنتاجها يحتل المركز الأول فى سعر التصدير بالدولار للملح المصرى إلى الخارج، تحتل مساحة ٦ ملايين متر على ساحل مدينة بورفؤاد ، كما تعد محافظة الفيوم من المحافظات الرائدة فى إنشاء مصانع استخراج الأملاح و في عام 2018 تم افتتاح أول مصنع لإنتاج الفاكيوم عالى الجودة والملح الطبى ضمن مجموعة مصانع الشركة الحكومية المصرية لاستخراج الأملاح من بحيرة قارون «أميسال» بهدف القضاء على عملية الاستيراد خاصة بعد الأزمة الأخيرة التى ظهرت فى الأفق من نقص المحاليل الطبية فى المستشفيات، ويعمل المصنع على إنتاج الملح عالى النقاوة والملح الطبى، ليس هذا فحسب بل تعتزم الشركة بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة والمحافظة إنشاء مصنع جديد لاستخلاص الأملاح من بحيرة قارون على مساحة 4 آلاف فدان بالساحل الشمالى للبحيرة لإنتاج الأملاح التى يتم استيرادها من الخارج بملايين الجنيهات سنويًا، حتى نحقق الاكتفاء الذاتى، و يمكننا القيام بالتصدير، و تمتلك محافظة شمال سيناء ، تميزا بيئيا وطبيعيا اذ تتعرض شواطئها الممتدة على ساحل طوله حوالي200 كم من بور فؤاد غربا حتى رفح شرقا لسطوع شمسى على مدى العام فضلا عن التربة الجيدة الخالية من كافة مصادر التلوث بكل أنواعه.. وقد اتاحت هذه المقومات ان يكون هناك ترسيب للملح وبالتالى انشاء ملاحات تنتج افخر انواع الملح.
وفي عام 2019 كانت تسعى عدد من الشركات العاملة فى صناعة الملح، وهى شركة أميسال للأملاح والمعادن، والشركة المصرية لتكرير الملح، وشركتى النصر والمكس التابعتين للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إلى تنظيم مؤتمر عالمى لوضع آليات لتنظيم تجارة الملح.
و بالفعل انضمت شركة Roskill ومجموعة من الشركات الأخرى في سلسلة التوريد الدولية للملح ، بـ مؤتمر Salt 2021 في تورنتو ، بـ كندا في مايو القادم للاستماع إلى أحدث التطورات الصناعية والتواصل مع النظراء في جميع أنحاء العالم.
صناعة « الملح في الهند » :
تمتلك الهند مخزون من الملح الصخري في ولاية بنجاب، ومع ذلك، فالهنود يفضلون تبخير مياه البحر عن طريق الشمس فضلًا عن الوسائل الأخرى المُتبعة. وفي الوقت الحاضر ظهر استخدام الملح بألوان مختلفة مثل الملح الأسود والذي يُعد سمة مميزة لهذه المنطقة. وهناك أيضًا مناطق أخرى مُنتجة للملح على سبيل المثال ولاية أوديشا، حيث يُوجد بعض مناجم الملح تُسمى كالاريس وتشتهر بإنتاجها العالي الجودة من الملح، وعندما وصل المستعمرون البريطانييون إلى الهند (والتي أصبحت فيما بعد مستعمرة بريطانية)، فقد استولوا على ولاية أوديشا وأسواق الملح وأصبحت حكرًا لهم، وسُرعان ما أصبح الملح رمزًا اقتصاديًا قويًا لبريطانيا في الهند، وحتى عام 1930 عندما قام غاندي باحتجاجه الشهير المعروف بـمسيرة الملح، مطالبين برفع الضرائب عن الملح وترتب على ذلك بعد عدة سنوات سقوط الاستعمار البريطاني في الهند.
«الملح كان سبب في احدى الثورات بالهند »
في 1858 تمكنت أساطيل بريطانيا العظمى من إخضاع شبه القارة الهندية ووضعها تحت سلطة حكمها الاستعماري، لتبدأ بعد ذلك سنّ مراسيم احتكارية تجارية-صناعية، من ضمنها قانون احتكار استخراج الملح وبيعه، حيث فرضت على كل من يخرق هذا الاحتكار من الهنود عقوبة السجن، ومع تعاظم الكساد ووتفشي البطالة والفقر بين الطبقتين الوسطى والدنيا، برزت بوادر انتفاضة شعبية لدى الهنود ضد الممارسات الاستعمارية. واستباقاً لاشتعال نيران الثورة ضدها، ضيقت بريطانيا القيود على الهنود، ومنحت الشرطة حرية إلقاء القبض على كل من تشتبه به، وسجنه من دون محاكمة، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الغضب والتململ.
تزامنت هذه التطورات مع عودة محام هندي يدعى “موهنداس غاندي” من جنوب إفريقيا، حيث كان شاهداً على العنف المفرط الذي استخدمه الجيش البريطاني لاخماد ثورة “قبائل الزولو” ضد الحكم العنصري. ومن خلال معايشته ومعاينته لمشاهد القمع الوحشية، تكونت لدى غاندي مفاهيم فلسفية حول كيفية مواجهة العنف، ليتشكل لديه، في نهاية المطاف، وعي إنساني مفاده أنّ النضال السلمي هو السبيل الأمثل في مواجهة القوة العسكرية البريطانية الغاشمة.
تعد “مسيرة الملح”، التي انطلقت في 12 مارس 1930، أبرز ملامح “ساتياغراها”. فقد قاد غاندي جموعاً حاشدة من مدينة “أحمد آباد” وسط الهند، متجهاً نحو مدينة “داندي” على ساحل بحر العرب، متحدياً ضريبة الملح التي فرضها البريطانيون، قاطعاً مسافة 400 كيلومتر خلال 24 يوما. وكان المهاتما خلال كل مراحل المسيرة، يغرس في ضمير أنصاره ضرورة التحلي بروح التعاون والزهد والتسامح والانخراط في طريق اللاعنف. ولدى وصوله داندي، وأمام الحشد الكبير الذي انضم إليه من مختلف المناطق والمشارب، قبض غاندي حفنة من ملح البحر وقذفها في الهواء، مطلقا شعاره الخالد: “أيها الهنود اصنعوا الملح”. ومنذ تلك اللحظة، بدأ العد التنازلي لانحسار الاستعمار البريطاني عن الهند، إذ اندلعت موجات من العصيان المدني والتظاهرات في مدن شبه القارة كافة، ضمن مسيرة كفاح مدني طويل دامت 17 عاما، لتنتزع الهند استقلالها في عام 1947.
و قاد غاندي جموعاً حاشدة من مدينة “أحمد آباد” وسط الهند، متجهاً نحو مدينة “داندي” على ساحل بحر العرب، متحدياً ضريبة الملح التي فرضها البريطانيون، قاطعاً مسافة 400 كيلومتر خلال 24 يوما. وكان المهاتما خلال كل مراحل المسيرة، يغرس في ضمير أنصاره ضرورة التحلي بروح التعاون والزهد والتسامح والانخراط في طريق اللاعنف. ولدى وصوله داندي، وأمام الحشد الكبير الذي انضم إليه من مختلف المناطق والمشارب، قبض غاندي حفنة من ملح البحر وقذفها في الهواء، مطلقا شعاره الخالد: “أيها الهنود اصنعوا الملح”. ومنذ تلك اللحظة، بدأ العد التنازلي لانحسار الاستعمار البريطاني عن الهند، إذ اندلعت موجات من العصيان المدني والتظاهرات في مدن شبه القارة كافة، ضمن مسيرة كفاح مدني طويل دامت 17 عاما، لتنتزع الهند استقلالها في عام 1947.
ومنذ عام الاستقلال، جرت مياه كثيرة في قنوات الهند. فقد خاضت سفينة البلاد بحرا متلاطما من التحولات الهائلة سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا، شهدت خلالها حروبا واضطرابات وأزمات داخلية، ليس أقلها اغتيال رئيسين للوزراء (هما إنديرا وراجيف غاندي) وقبلهما “المهاتما غاندي” نفسه على أيدي متطرفين، حسب ما ذكر في موقع اندبنتت العربية ، والان تحتل الهند المركز الثالث عالميا في انتاج الملح
من الجدير بالذكر أن للملح تأثير اقتصادي كبير وأحيانًا كان سببًا في وقوع أزمات اقتصادية في بعض الحضارات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المعاملات الاقتصادية في تاريخ البشرية، هناك بعض الأنشطة التي تأثرت باسمه مثل “سالاريو” بمعنى الأجر، أو أسماء بعض الطُرق قبل التارخ مثل روت دو سل في فرنسا وفيا سالاريا في روما القديمة ومدينة ساليناس دي لينث في إسبانيا، كما اعتبروه رمزًا للخصوبة.
«معدل إنتاج الملح عالميا 293,000,000 طن «
الدول الأكثر إنتاجا للملح في العالم :
– الصين 60 مليون طن.
– أمريكا 42 مليون طن .
– الهند 30 مليون طن.
– ألمانيا 14 مليون طن.
– أستراليا 13 مليون طن.
– المكسيك 9 ملايين طن.
– تشيلى 9 ملايين طن.
– روسيا 7 ملايين طن .
– البرازيل 7,6 مليون طن.
– تركيا 6,6 مليون طن.
– فرنسا 5,7 مليون طن .
– النمسا 4,9 مليون طن.
– هولندا 4,5 مليون طن.
– باكستان 4,5 مليون طن.
– بولندا 4,5 مليون طن.
– إسبانيا 4,3 مليون طن.
– بريطانيا 4.1 مليون طن.
– إيطاليا 4,1 مليون طن.
أقرأ أيضا:
نشرة القسم الهندي بـ « موقع أوان مصر » أوان إيجنديا