كتبت: شيذان عامر
الإمارات هي الدولة العربية الثالثة التي تطبع العلاقات مع إسرائيل وهي أيضا الدولة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي التي تفعل ذلك وسط توقعات على نطاق واسع بأن تحذو حذو الإمارات دول عربية أخرى بينها سلطنة عمان، والبحرين، وربما المغرب.
كانت هناك اتصالات سرية بين الإمارات وإسرائيل منذ أعوام، لكن ظلت تفاصيل وتوقيت هذا التطبيع سرا حتى اللحظة الأخيرة.
ولم تكن هناك مشاورات بين وزير خارجية الإمارات ونظرائه في دول الجوار وكان الأمر برمته مفاجأة للجميع ، وكانت المفاجأة الأكبر للفلسطينيين الذين وصفوا الاتفاق بأنه “طعنة في الظهر”، إذ لا يزالون بعيدين جدا عن هدفهم في الحصول على دولة خاصة بهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم.
لكن ما الأسباب التي دفعت بعض دول الخليج لاتخاذ خطوة التطبيع مع إسرائيل وما العائد على كل منهما؟
1. إتاحة فرص تجارية وقوة عسكرية لهذه الدول
ستساعد هذه الاتفاقية الإماراتيين الطموحين، الذين جعلوا من أنفسهم قوة عسكرية ومركزا تجاريا ومقصدا لقضاء العطلات.
ويبدو أن الأمريكيين مهدوا لإبرام الصفقة عبر تقديم وعود بأسلحة متطورة كانت الإمارات العربية المتحدة بالكاد قادرة على النظر إليها في الماضي كمقاتلة اف 35 وطائرة الحرب الإلكترونية “إي ايه-18جي غرولر”.
بالإضافة إلى مشاركة كل من إسرائيل والولايات المتحدة المخاوف نفسها مع الإمارات في ما يتعلق بإيران
2. تخفيف عزلة إسرائيل
فالإسرائيليون لا يحبون العزلة في الشرق الأوسط ولم يكن السلام مع مصر والأردن دافئاً أبداً وربما لديهم تفاؤل أكبر بشأن العلاقات المستقبلية مع دول الخليج.
ويعد تعزيز التحالف ضد إيران ميزة كبيرة أخرى ويرى نتنياهو أنّ إيران هي العدو الأول لإسرائيل، وفي بعض الأحيان يقارن قادتها بالنازيين.
لكنّ إسرائيل تعمل الآن على ترسيخ علاقات عامة جديدة مع الدول العربية بينما لا يزال الفلسطينيون تحت الاحتلال في القدس الشرقية والضفة الغربية، وفي ما يرقى إلى مستوى سجن مفتوح في غزة.
وقد قال ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان إنّ ثمن الصفقة هو موافقة إسرائيل على وقف ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
إلا أن الصديقتان الجديدتان ليست الأمور بينهما على ما يرام فالمواقف المحرجة بين الدولتين بدأت في مطار بن غوريون بدبي، حيث تم منع 10 إسرائيليين من ركوب طائرة متجهة إلى دبي، وأعادت إسرائيل مواطنين إماراتيين رافضة السماح لهما بالدخول.
فوقعت الحادثة الأولى بعد هبوط طائرة “فلاي دبي”، وعلى متنها زوجين من الإمارات، حيث لم يُسمح لهما بالدخول إلى إسرائيل، على الرغم من دعوتهما من قبل شركة إسرائيلية.
وبحسب مصادر في مطار بن غوريون، فإن الاثنين تعرضا لموقف محرج، واحتجا على المعاملة التي تلقياها. وعليه فإنهما استقلا أول رحلة وعادا إلى دبي. وقالت السلطات الإسرائيلية، إنها منعت الشخصين من الدخول، بسبب نقص الوثائق ذات الصلة.
والحادثة الأخرى، هي منع 10 إسرائيليين من ركوب طائرة متجهة إلى دبي. ومن بينهم رجال أعمال معروفين، أبرزهم مالك شبكة “كافيه كافيه”، رونين نمني.
وقال نمني: “كان من المفترض أن نزور دبي في رحلة عمل، وهناك أناس ينتظروننا هناك. مُنعنا من ركوب الطائرة، بسبب وجود خطأ ما في التأشيرة”.
وأضاف “الأمر الأكثر غرابة، هو أن زوجتي قد سافرت إلى هناك مرتين في الشهر الماضي، وهي شريكة في مشاريعنا، ولم تواجه أي مشاكل”.
وتُقدر شركات الطيران الإسرائيلية، أن يزور حوالي 50 ألف إسرائيلي، دبي الشهر المقبل. وستشغل 5 شركات طيران: 3 إسرائيلية واثنتان من الإمارات، أكثر من 300 رحلة إلى الوجهة.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن العائدين من دبي، ليسوا مجبرين في هذه المرحلة، بالخضوع إلى حجر صحي، عند عودتهم من هناك إلى إسرائيل.
إقرأ أيضا:
الخارجية العراقية: نرفض التطبيع مع إسرائيل