كتب_سارة سليم
قالت دار الإفتاء المصرية، خلال تقرير لها عبر موقعها الرسمي، إن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعظيم واحتفاء وفرح بالحبيب المصطفى، وتعظيم النبي، وهو أمر مستحب مشروع له أصل في الكتاب والسنة، لأنه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان، ودرج عليه المسلمون عبر العصور.
وأضاف خلال التقرير، أن علماء الأمة اتفق على استحسانه، ولم ينكره أحد يعتد به، فالاحتفاء والفرح به أمر مقطوع بمشروعيته.
وصرح الحافظ ابن رجب الحنبلي في “فتح الباري”، أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.
وأكد أن الاحتفال بالمولد النبوي مشروع بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة، فمن الكتاب الكريم، قوله تعالى: “وذكرهم بأيام الله”، ومن أيام الله تعالى: أيام نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمها قدرا مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم.
وكرم الله تعالى أيام مواليد الأنبياء عليهم السلام وجعلها أيام سلام؛ فقال سبحانه “وسلام عليه يوم ولد”، وفي يوم الميلاد نعمة الإيجاد، وهي سبب كل نعمة بعدها، ويوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبب كل نعمة في الدنيا والآخرة، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمة العظمى إلى الخلق كلهم، ومن السنة النبوية، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: “ذاك يوم ولدت فيه”، وهذا إيذان بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.
وعن حكم شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي الشريف؟.. مفتي الديار المصرية يجيب
وعن شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي الشريف، أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، في فتوي له نشرتها الدار عبر موقعها الرسمي، أنه ينتدب إحياء هذه الذكرى بكل مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يتقرب بها إلى الله عز وجل، ويدخل في ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحا منهم بمولده صلى الله عليه واله وسلم، ومحبة منهم لما كان يحبه؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يحب الحلواء، ويحب العسل”، فكان هذا الصنيع منهم سنة حسنة.
كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “تهادوا تحابوا” رواه الإمام مالك في “الموطأ”، ولم يقم دليل على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحته في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخرى؛ كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبًا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبا واستحبابا؛ لأن “للوسائل أحكام المقاصد”.
ونص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول الحافظ السيوطي في “حسن المقصد في عمل المولد”: يستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.
وأكد مفتي الديار المصرية أن شراء الحلوى، والتهادي بها، والتوسعة على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهر الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزة شرعا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضل عظيم؛ فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أولى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال؛ كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.
أشار إلى أن الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه واله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يسبق مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.