كتبت.. شروق مدحت
تكمن الكثير من الأسرار في الأحافير النباتية، التي تخبرنا يوما تلو الآخر عن كواليس الحياةعلى كوكب الأرض، وكيفية العيش على سطحه منذ القدم.
توصل الباحثون مؤخراً إلى شجرة عملاقة يقدر عمرها بحوالي 10 ملايين سنة، والطريف في الأمر أنها لا تطابق كل ما قاله العلماء عن المناخ القديم.
وطبقاً لما جاء في مجلة :”ساينس أليرت” العلمية، عثر على هذه الشجرة فريق علمي كان يبحث في هضبة الإنديز الوسطى في بيرو، ووفقاً للدراسات التي أجريت على الشجرة، فإنها ماتت عندما كان مناخ أمريكا الجنوبية أكثر رطوبة مما كان يعتقد سابقا تحديدا خلال فترة النيوجين، ويكشف الباحثون إنه يتعين أهمية استخدام الأحافير النباتية لمعرفة كيفية تحول مناخ كوكب الأرض في الماضي ليصبح ما عليه الآن.
وقام الفريق العلمي بدراسة جميع العينات التي تم جمعها خلال الرحلة الاستكشافية ومنها عينات أخشاب أحفورية وأوراق وحبوب لقاح.
وفي سياق متصل كشفت عالمة علم النباتات القديمة كاميلا مارتينيز من معهد سميثسونيان لأبحاث المناطق المدارية في بنما، ويتضح منها انها عندما كانت حية كان النظام البيئي أكثر رطوبة من المتوقع في الماضي.
وأوضحت، أنه على مدار 10 ملايين عام، وهو الوقت المقدر لعمر الشجرة، تغير المناخ في المنطقة من نظام بيئي رطب ومتنوع إلى آخر أكثر جفافا، حيث كشفت الأحفاير النباتية التي يقدر عمرها بـ 5 ملايين عاما إلى أن التحول المناخي حدث بالفعل في ذلك الوقت.
وطبقاً لـسجل الحفريات، فإن المساحات النباتية متغيرة في المنطقة بشكل كبير خلال فترة قصيرة نسبيا، ويعود ذلك إلى الحركات في الغلاف الصخري للارض تحت أمريكا الجنوبية على مدى ملايين السنين.
وأكدت، أنه حتىالآن، لم يتضح كيف سيؤثر تغير المناخ المستمر على هضبة الغنديز الوسطى وحوض الأمازون على مدار السنوات المقبلة، ولكن يؤكد الخبراء أنه بحلول نهاية القرن الجاري، ستتمثل التغييرات في درجات الحرارة، وتركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.