أعاد مشهد إنفجار بيروت، الثلاثاء الماضي، الذى خلف 157 قتيلاً وأكثر من 5000 جريح، إلى الأذهان مآسي أخرى تسببت بها مادة نيترات الأمونيوم عبر التاريخ.. فما هي تلك المادة؟
وعلى الرغم من خطورة التعامل مع مادة نيترات الأمونيوم، إلا أنها كثيراً ما تستخدم في الأسمدة لتحسين محتوى النيتروجين فيها، خاصة أن تلك المادة مستقرة نسبياً في معظم الظروف المناخية، وغير مكلفة في التصنيع، وهو ما يجعلها البديل الكيميائي الشائع لمصادر النيتروجين الأخرى الأكثر تكلفة.
وتعتبر نيترات الأمونيوم مركبا شديد الانفجار يستخدم في تصنيع القنابل والمتفجرات التي تستعمل في المناجم، وهذا لسهولة اشتعاله لوجود
الأوكسجين الوفير في الجزيئات.
سجّل التاريخ أول حادثة سببتها هذه المادة بمصنع “بي أي أس أف” في أوباو، ألمانيا، وأسفرت عن مقتل 561 شخصا عام 1921، ووقعت إثر خلط نيترات الأمونيوم مع ديناميت بطريقة خاطئة، وهو ما تسبب في انفجار نحو 4500 طن من المزيج القاتل.
وفي عام 1947، اهتزت مدينة بريست الفرنسية إثر انفجار سفينة الشحن النرويجية أوشن ليبرتي التي كانت محملة بالمادة، وكان هذا عام المآسي، فقد قتل فيه أيضاً 486 شخصاً في تكساس الأميركية، بعدما انفجرت سفينتا شحن محملتان بنيترات الأمونيوم في الميناء، وسقط أكثر من 3000 جريح، بحسب موقع “دويتشه فيله”.
كما فجّر رجل عبوة وزنها طنين من السماد أمام مبنى فيدرالي اتحادي في مدينة أوكلاهوما، ما أسفر عن مقتل 168 شخصاً في 19 نيسان/ أبريل 1995.
وخلال العام 2001، انفجرت كمية كبيرة تبلغ نحو 300 طن من نيترات الأمونيوم داخل مستودع لأحد المصانع في الضواحي الجنوبية لمدينة تولوز الفرنسية، حيث سمع دوي الانفجار من على بعد 80 كيلومترا، وأدى إلى مقتل 30 شخصا وألحق دمارا هائلا في المدينة.
كذلك انفجرت عربات قطار محملة بنيترات الأمونيوم في مدينة رينغشون بكوريا الشمالية، عام 2004، متسببة في سقوط 154 قتيلاً وإصابة أكثر من 1200 شخص، وتدمير ما يزيد على 8000 منزل في المدينة.
وفجّر أيضاً مخزون نيترات الأمونيوم في مصنع “ويست فيرتلايزر” للأسمدة في بلدة ويست غرب تكساس، عام 2013 بشكل متعمد، وأسفر الحادث عن مقتل 15 شخصاً.
وفي عام 2015 بمدينة تيانجين الساحلية الصينية، انفجرت 800 طن من نيترات الأمونيوم، يقال إنها كانت في مستودع البضائع الخطرة بالميناء، متسببة في مقتل 173 شخصاً وتدمير منطقة بأكملها.