حالة من الجدل والدهشة تسيطر على الشارع الرياضي بعدما ترددت أنباء قوية عن استعداد هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي بالاتحادين الدولي والافريقي لكرة القدم لخوض انتخابات رئاسة اتحاد الكرة القادمة.
هاني أبو ريدة حرص طوال الفترة الماضية على التواصل مع عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة لعرض برنامجه الأنتخابي ، وسط حالة من الدهشة تسيطر على الجميع لاسيما وأن أبو ريدة كان يترأس اتحاد الكرة حتى عام مضى مسجلاً فشلاً ذريعاً في إدارة الجبلاية دفع ثمنه منتخب مصر.
خطايا أبو ريدة دمرت الكرة المصرية
ويبدو أن البعض تناسى خطايا أبو ريدة خلال توليه رئاسة اتحاد الكرة والتي تسببت خروج منتخب مصر من دور الـ 16 في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في مصر خلال الفترة من 21 يونيو – 19 يوليو 2019 وقبله الخروج المهين من الدور الأول في بطولة كأس العالم 2018 التي أقيمت في روسيا دون أن يحصل المنتخب الوطني على نقطة واحدة بعدما خسر المباريات الثلاث أمام أوروجواي وروسيا والسعودية على الترتيب.
ويمتلك اتحاد الكرة في عهد أبو ريدة النصيب الأكبر فى فشل المنتخب الوطنى بمنافسات بطولة كأس الأمم الافريقية الماضية التي أقيمت في مصر نتيجة القرارات الإدارية السيئة التى أقرها وعلى رأسها التعاقد مع المدرب المكسيكي خافيير أجيري ، والذى فشل كل الفشل فى تقديم أوراق اعتماده فى قيادة المنتخب بعد تراجع المستوى الفنى والبدنى لكل اللاعبين ، مما أدى إلى الظهور بأسوأ شكل فنى ممكن خلال منافسات الأمم الأفريقية.
وأخفق اتحاد الكرة فى إقامة معسكر إعداد جيد للمنتخب نتيجة عدم سيطرته على عدد من اللاعبين ولعل الأزمة الشهيرة لعمرو وردة وتهديد عدد من نجوم الفراعنة بمغادرة المعسكر حال الإصرار على استبعاد لاعب باوك اليوناني من المعسكر نتيجة فضيحته الأخلاقية خير دليل على ذلك ، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمات داخل أركان المعسكر وتأثر الشكل الفنى بشكل كبير ، مما أدى إلى الظهور بهذا المستوى السيئ غير المسبوق بالمونديال الأفريقي.
فوضى وتسيب فى إدارة أبو ريدة للجبلاية
ولم ينجح اتحاد الكرة في عهد أبو ريدة فى الاستفادة من أخطاء الماضى بعد القرارات غير المدروسة التى تم اتخاذها فى الإعداد لكأس العالم 2018 ، وهو ما أدى إلى الظهور بمستوى فنى متواضع للغاية وخروج المنتخب من الدور الأول بعد تلقى 3 هزائم متتالية.
ولعل ما يؤكد ذلك تصريحات محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي الذي أبدى غضبه الشديد من حالة التسيب والاستهتار المصاحبة لمعسكرات المنتخب الوطني بجانب توتر علاقته مع مجلس اتحاد الكرة في ذلك الوقت حيث قال خلال تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأمريكية ، أن الأمور داخل فندق إقامة منتخب مصر خلال منافسات كأس أمم أفريقيا 2019 لم تكن على ما يرام ، قائلا “كنت أفكر مع مسؤولي الاتحاد ، الأمر كان شبيها بالمنافسة بيننا ، وعندما كنت أتحدث عن شيء كان عليهم أن يعلمون أنني أقول ذلك لأنني أريد أن أكون سعيدًا ، أتحدث لتحقيق شيئًا للمنتخب ، من أجل تقديم المزيد للفريق ، ليس لأنني أريد أن أريهم قوتي ، وللأمانة فإذا كنت قويًا لتغيرت الكثير من الأمور”.
وعن إقامة منتخب مصر خلال كأس الأمم ، فقال صلاح: “وصول الجماهير إلى فندق اللاعبين كان غير طبيعيًا ، عندما كنا في يوم الراحة ظللت حبيسًا في غرفتي حتى التاسعة والنصف مساءًا ، عندما حاولت النزول لساحة الفندق كان معي 200 فرد ، ووقتها تحدثت عن الأمر مع المسؤولين ولكن اتحاد الكرة قالوا لي لماذا تشتكي؟ ، أشتكى لأنني إنسان ، أريد أن أكون مع اللاعبين ، أريد الجلوس والاستمتاع بحياتي ، نحن نحب بعضنا كلاعبين ونريد أن نلهو قليلًا سويًا في وقت الراحة”.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يهاجم فيها محمد صلاح ، مجلس الجبلاية السابق برئاسة هاني أبو ريدة ، حيث كانت البداية في شهر مارس عام 2018، بعد وضع صورته منفردا على الطائرة الخاصة للمنتخب عقب التأهل لكأس العالم الأخيرة بروسيا 2018 ، وهو ما أثار غضب اللاعب والكولومبي رامي عباس وكيل أعماله، ليدخلا في صدامات عدة مع اتحاد الكرة رافضين استغلال صور اللاعب بشكل منفرد مع الشركات الراعية للاتحاد ، قبل أن تنتهي الأزمة برفع صورة اللاعب وتغيير تصميم الطائرة التي نقلت المنتخب إلى روسيا للمشاركة في المونديال.
خطايا أبو ريدة لم تكن فقط على مستوى كرة القدم بل فشل أيضاً في السيطرة على مجلس الإدارة الذي يترأسه حيث شهد المجلس في عهده نوعا من الصراع وفرد العضلات من قبل البعض منهم مثل أحمد مجاهد ومجدى عبدالغنى والتسابق على إثبات التواجد والسيطرة على مقاليد الأمور تارة فى لجنة شئون اللاعبين وأخرى ملفات خاصة بأندية القسم الثانى والدورى الممتاز ، كما ترك أعضاء مجلس الإدارة للعمل فى القنوات الفضائية ، وتخلى عن البند الذي طالما رفعه فى وجه المرشحين لقيادة المنتخبات الوطنية بمختلف مسمياتها ، الأمر الذى أدى إلى انشغال الغالبية منهم عن المهام المنوط بها لوضع خطط وتطوير الكرة المصرية،