تحاول ليبيا، الدولة التي تغرق في حرب أهلية تخطت عقد من الزمان، أن تخرج من براثن الاضطراب والدمار، بخطط إعمار متميزة، وما كان السند لها إلا مصر، فالشقيقتين دائما هما أمن قومي للعرب ودول الشمال الإفريقي، لتعقد الحكومة المصرية والليبية اتفاقيات لإعادة الإعمار بأيدي وسواعد المصريين، لتكلل التعاون الوثيق بين البلدين وتعزز العلاقات الثنائية بين القاهرة وطرابلس.
ودمر الصراع ليبيا منذ أن أطاحت الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي بالرئيس الأسبق معمر القذافي في عام 2011، إذ كانت البلاد منقسمة لسنوات بين إدارات متناحرة في الشرق والغرب ، تدعم كل منها ميليشيات وحكومات أجنبية.
ومع الجهود المصرية بمشاركة الأمم المتحدة والأطراف الدوليين، بات أمام ليبيا خارطة طريق واضحة، لإعادة إعمار البلاد من حربها التي أكلت أخضر ويابس.
وعليه، كان موقع أوان مصر، في استقبال وزير العمل التأهيل الليبي، على العابد، للحديث عن ملف إعادة الإعمار الليبي، والكشف عن تفاصيل الاستثمارات المصرية في البلد الذي طالما كان عمقًا إستراتيجيًا للقاهرة في حدودها الغربية.
مشروعات إعادة الحياة بسواعد مليون مصري
قال علي العابد، وزير العمل والتأهيل الليبي، إن المشروعات التي تتم في ليبيا تم التعاقد عليها مع رصد الميزانية الخاصة بها في البنوك باسم الشركات وليس لدينا أي أزمة في التمويل والأمور مستقرة ولم نتأثر بالامور السياسية التي تحدث بين مجلس النواب والحكومة لأننا نعمل على خدمة المواطن لحين قيام انتخابات جديدة تسلم لحكومة تأتي من جسر انتخابي وسيعمل مليون مواطن مصري في مشروعات إعادة الحياة داخل ليبيا لأن السوق الليبي يرحب بالعمالة المصرية في كل وقت.
وأشار «العابد» فى تصريحات خاصة لـ «أوان مصر» الي أنه يتم التجهيز لإقامة جيدة لجميع العاملين المصريين الراغبين في العمل داخل ليبيا ويكون ذلك من خلال الشركات التي تشرف علي العمل داخل المواقع ولدينا الان مشروع يتم العمل عليه لتجهيز الإقامة للعمال المصريين مع الانتهاء من التجهيزات به وإذا حدثت تغيرات في المناصب لم تتأثر تلك الاتفاقيات لأنها تابعة للأجهزة.
وأكد «وزير العمل الليبي» أنه كلف لقيادة وزارة الخدمة المدنية وهي تهتم بتنظيم العمل الإداري من خلال الجهاز الإداري للدولة وتوظيف القطاع العام والشركات والوصف الوظيفي وإصلاح الجهاز الإداري للدولة،بجانب وزارة العمل والتأهيل فهي تختص بالعمال الاجانب وتأهيل الشباب الباحثين عن العمل وأيضا العمال الليبين الراغبين في القطاع الخاص.
تفاصيل الاستثمارات المصرية الليبية
قال علي العابد، وزير العمل والتأهيل الليبي، إن ليبيا بعد الثورة لم يحدث بها مشروعات للتنمية فخطة عودة الحياة ستعمل على إعادة الحياة مثلما كانت قبل الثورة والتقينا مع وزير القوي العاملة المصري لمناقشة خطة العمل المشتركة بين الوزارة وأيضا ما توصلت إليه اللجان المشتركة التي تهدف ربط الإلكتروني بين ليبيا ومصر ولكنها تواجه بعض الصعوبات علي العمل المشترك وتم مناقشة هذا الشأن وإيجاد حلول له.
وأشار «العابد» فى تصريحات خاصة لـ «أوان مصر» الي أن اللقاء ناقش التسهيلات التي تتم للعمالة المصرية الراغبين في العمل داخل ليبيا ودعوة جميع الشركات المصرية للبدء في تنفيذ الخطوات مع توفير المعلومات لهم داخل مصر بدلا من الذهاب لليبيا وأيضا تم الاتفاق على أن الإجراءات ستكون بوزارة القوي العاملة المصرية والسفارة الليبية في القاهرة لكي يتم الانتهاء من التأشيرات.
وأضاف «وزير العمل والتأهيل الليبي» أن وزارة القوي العاملة المصرية تعلم جميع الإجراءات التي تتم في المشروعات التنموية لأنها صاحبة الاختصاص في مصر، وستبدء الشركات المصرية في العمل داخل ليبيا بعد عيد الفطر من خلال تواجد أول مجموعة وتم التعاقد مع ديوان المحاسبة لأنها الجهة الرقابية على العقود ويتم الانتهاء من تجهيزات الإقامة للعمال وتوفير حياة كريمة لهم مع إستكمال الإجراءات المالية وفتح الحسابات الخاصة بهم.
وأكد «علي العابد» أنه تم الاتفاق علي مشروعات في مجالي الإسكان والمواصلات ويعمل خلال هذه المشروعات ما يترواح من 2500 عامل ويتم البدء بمشروع الدائري الثالث لأن العاصمة الليبية طرابلس يترواح عدد السكان بها ما يقرب من 3 مليون نسمة وهي المحور الأساسي للحلقة التجارية والإدارية في ليبيا وتم البدء في العاصمة ليتم التنقل بين المشروعات الأخري بسهولة.