علق الدكتور محمد نصر علام وزير الري السابق، على أزمة وموقف سد النهضة الإثيوبي الحالي ضمن سلسلة من تعليقاته عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك قائلا: “إن لإثيوبيا مخططات لبناء سلسلة من السدود على النيل الأزرق بسعة تزيد عن 200 مليار متر مكعب من المياه.
تمويل الغرب لسد النهضة
وأشار “علام” في منشوره إلى أنه يتضح الدعم والتمويل الغربي لمخطط إثيوبيا، وكذلك الدعم والتمويل الشرقي من قبل الصين وروسيا، بالإضافة إلى دعم ملموس ومعلن من بعض دول الخليج ماديا وعسكريا، اضافة لدعم تركي معادي ضد مصر.
وأضاف وزير الري السابق، أن هذا التآمر الدولي ليس الأول من نوعه، فقد تم قبل ذلك الاستيلاء على معظم مياه دجلة والفرات من قبل تركيا وايران، والعالم كله لم يعارض ولم يتم تطبيق القوانين الدولية فى هذا الشأن، والضحية الواضحة لهذا التأمر الدولى كانت سوريا والعراق وهما كانا حراس البوابة الشرقية للعرب. مخططات ومؤامرات كبيرة ودعما دوليا، والهدف تحجيم دول عربية كبرى وذلك على مشهد وصمت من العالم أجمع.
أهداف إثيوبيا من بناء سد النهضة
وتابع وزير الري: “لمواجهة مخططات السدود الأثيوبية، يجب علينا فهم عميق لأهدافها ومموليها والمستفيدين منها، الأهداف النظرية (الإسمية) لهذه السدود هو توليد الكهرباء وتصديرها بالعملة الصعبة، بالاضافة الى تحويل ملايين الافدنة الزراعية من زراعات مطرية الى زراعات مروية (رى تكميلي) أثناء موسم الجفاف (غير الممطر). ومتطلبات المياه لتحويل الزراعات المطرية الى زراعات مروية (تكميلية) حوالى 3 مليار متر مكعب فى العام لكل مليون فدان. وهدف التحويل من زراعات مطرية الى مروية هو زيادة الانتاجية الزراعية للتصدير بالعملة الصعبة، فأثيوبيا لديها مايكفيها من الانتاج الزراعى. ولتحقيق هذا الهدف الأثيوبي يجب عليها توفير المياه و منشآت الرى لتحويل المياه الى الاراضى الزراعية، بالاضافة الى انشاء شبكة الترع لتوزيع مياه الرى، وتوفير مزارعين للاراضى المروية. والمساحات المقترح تحويلها من زراعات مطرية الى مروية تبلغ عدة ملايين من الأفدنة وتتطلب توفير مياه الرى والتى تقدر بعدة مليارات من الأمتار المكعبة سنويا. وأثيوبيا، حسب الدراسات الأثيوبية الرسمية، تملك عشرات المليارات من الأمتار المكعبة من المياه الجوفية المتجددة ذات النوعية المميزة وعلى أعماق من 20-30مترا، وبما يكفي لري عدة ملايين من الأفدنة وكذلك للشرب والصناعة”.
إثيوبيا تملأ السد من حصة مصر
واذا كانت السدود الأثيوبية الكبرى على النيل الأزرق هى فقط لتوليد الكهرباء، فان ملء هذه السدود سيكون على حساب حصة مصر المائية لأن السودان تأخذ حصتها المائية من النهر قبل وصول الايراد إلى مص، ونحن نتحدث عن اكثر من 200 مليار متر مكعب، فلو تصورنا ان بناء السدود سيكون على 50 عاما، فمصر سيتم حرمانها من 4 مليار متر مكعب سنويا لملء هذه السدود، ذلك بالاضافة الى الفواقد من هذه السدود والتى لن تقل عن 8-10مليار متر مكعب سنويا، باجمالي يصل الى 12-14مليار متر مكعب سنويا، واذا تم استخدام جزءا من مياه السدود للزراعة، سيزداد هذا العجز المائى ويتفاقم عن ذلك. وإثيوبيا لها تجاربها السابقة مع جيرانها فى كينيا والصومال، فقطعت عنهم المياه وجفت الانهار ولم تبدى أى تعاطف معهم، وقامت الصين بتمويل معظم هذه السدود على حساب حياة ملايين من شعبى كينيا والصومال.