قال وزير خارجية تونس عثمان الجرندي، إن إسرائيل ومنذ 73 عاما تمارس الانتهاكات والاعتداءات واستباحة المقدسات والتهجير القسري والفصل العنصري، وهدم المباني والمستشفيات ومصادرة الأراضي والقتل العمد والإعدامات الميدانية، والأسر والتجويع واستهداف الشيوخ والنساء والأطفال الذين صاروا يملأون المعتقلات الإسرائيلية.
الصحفيين والطواقم الطبية لم يسلموا من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
وأشار إلى أن الصحفيين والطواقم الطبية والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، لم يسلموا من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن العالم أجمع شهد بالأمس استهداف مقار وكالات الأنباء العربية والدولية في غزة وتدميرها بالكامل، في محاولة لمنع وصول الصورة والخبر عن حجم الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي الأراضي الفلسطينية، إلى كل العالم.
وأكد الجرندي أن سجل الاحتلال الإسرائيلي حافل بمختلف الانتهاكات للشرعية الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان وأحكام القانون الدولي الإنساني في غياب تام للمحاسبة، في الوقت الذي ترقى فيه جرائم المحتل إلى جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وقال: “73 سنة زاخرة بالقرارات الدولية والمواثيق الأممية ذات الصلة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، التي ضربت سلطات الاحتلال بجميعها عرض الحائط، في تحدٍ سافر وصارخ لجميع القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة”.
العالم يقف اليوم شاهدا على جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي
وأضاف “ان العالم يقف اليوم مرة أخرى شاهدا على جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عقد من الزمن، والذي أثبتت جميع التقارير الأممية أنه يعيش معاناة إنسانية غير مسبوقة، حيث لم يعد قابلا للعيش نتيجة للحصار الجائر المفروض عليه”.
وشدد الوزير التونسي على “أن التطورات التي نشهدها اليوم، بما في ذلك استباحة المقدسات والترحيل الجماعي والتهجير القسري لأهالي حي الشيخ جراح، والتصعيد العسكري ضد قطاع غزة، ما هي سوى حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الإسرائيلية”، منوها إلى أن “التمادي في السياسات الإسرائيلية الرامية لفرض الأمر الواقع وعزل المدن الفلسطينية، تؤكد أن إسرائيل كيان استيطاني واستعماري وعنصري ولم يكن يوما طالب سلام أو مؤمنا به”.
وطالب منظمة العمل الإسلامي بتحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية والقانونية تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني، عبر وضع خطة تحرك ناجحة بالتنسيق مع مختلف أطراف المجتمع الدولي الفاعلة، من أجل الضغط على إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لوقف العدوان العسكري الهمجي بشكل فوري ضد المدنيين الأبرياء.
تونس لم تدخر جهدا في حشد الدعمين الإقليمي والدولي من أجل الشعب الفلسطيني
وأكد وزير خارجية تونس أن بلاده لم تدخر جهدا في حشد الدعمين الإقليمي والدولي من أجل الشعب الفلسطيني، من خلال تكثيف الاتصالات مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وأشاد في السياق ذاته، بالتفاعل الإيجابي والبناء للدول العربية والإسلامية مع جميع المبادرات التي تقدمت بها تونس، وما أبدته تلك الدول من حرص على تنسيق الجهود وتوحيد المواقف في مختلف المنظمات الإقليمية والأممية، خلال الجلستين الطارئتين اللتين عقدهما مجلس الأمن الدولي في الأيام الماضية بدعوة من تونس.
تونس ستواصل تحركها الدبلوماسي مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن
وأعرب عن أمله في أن يخرج مجلس الأمن خلال الجلسة التي تعقد هذا اليوم بقرار يستجيب إلى درجة مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ويضع حدا للعدوان الإسرائيلي، بما يحقن الدم الفلسطيني ويحول دون مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية.
وشدد على أن تونس ستواصل تحركها الدبلوماسي مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وغيرها من الأطراف الدولية المؤثرة، لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات الإسرائيلية العدوانية وغير القانونية في مدينة القدس، وذلك وفقا لأهداف اللجنة الوزارية العربية التي تم تشكيلها بمقتضى القرار الصادر عن الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية.
وأعلن أن تونس ارتأت برفقة مجموعة من الدول الشقيقة، التوجه نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل مزيد من الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ووضعها أمام مسؤولياته الدولية، ونؤكد على جميع الأشقاء الانضمام إلى هذا التوجه ودعمه.
وأضاف ان المجموعة الدولية ملزمة، إزاء استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب، التي ما فتئت إسرائيل تتحصن بها على مدى عقود من الزمن، ما جعلها فوق المحاسبة وفوق جميع آليات الشرعية الدولية، فيما جرائمها تستوجب الإحالة لمحكمة الجنايات الدولية.
واختتم وزير الخارجية التونسي كلمته بالتأكيد على أن إحلال السلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة، لن يتحقق سوى باستقلال الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.