استقبل الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، د. ماجد عبدالله القصبي وزير التجارة والاستثمار ووزير الإعلام المكلف في السعودية، والسفير أسامة النقلي سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر.
وحضر اللقاء المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وعدد من الإعلاميين ورؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف المختلفة.
وفي بداية الجلسة المنعقدة بالقاهرة رحب الكاتب الصحفي كرم جبر، بالحضور، مؤكدًا أن الأجواء مهيأة حاليا للبدء في فترة من العلاقات المصرية السعودية الغير مسبوقة تدعمها مظلة سياسية متفاهمة بين قائدي البلدين، فالقاهرة والرياض هما محور الحراك العربي، وبدونهما لن يبث الروح في العمل العربي.
وأضاف رئيس الأعلى للإعلام : “كنت في زيارة للسعودية منذ أيام والتقيت فيها بوزير الإعلام، وقمنا بوضع مشروع للتعاون بين البلدين وهناك الكثير من التفاصيل سيتم إعلانها عقب التصديق عليها”.
وعلى هامش اللقاء أشاد جبر بالعلاقات التاريخية المتينة التي تربط مصر والسعودية مؤكداً أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للإعلام هي ضرورة ترسيخ العلاقات الطيبة بين مصر وشقيقاتها الدول العربية.
العلاقات المصرية السعودية
مؤكدًا ضرورة العمل على وحدة الصف وإبراز الجوانب الإيجابية والابتعاد عن أسباب الخلاف، وأن يمد الإعلام جسور التشاور والتواصل والحوار وتبادل الرؤى في مختلف القضايا التي تخدم المصالح المشتركة بين البلدين، ومساندة القضايا العربية والإسلامية بما يقرّب بين الدول والشعوب.
كما رحب من جانبه المهندس عبدالصادق الشوربجي، بالحضور مؤكدًا أن العلاقات المصرية السعودية هي علاقات وثيقة ممتدة على مدار التاريخ.
بينما عبر حسين زين عن سعادته بزيارة وزير الإعلام والسفير السعودي والوفد المرافق لهم لمبنى ماسبيرو، مضيفا أن هناك الكثير من البروتوكولات التي تربط بين ماسبيرو والسعودية على الشقين المرئي والمسموع، وإن شاء الله يكون هناك الكثير من التعاون.
ومن جانبه أكد د. ماجد عبدالله القصبي وزير الإعلام والتجارة السعودي، سعادته بوجوده في مصر، مؤكدًا أنه يتشرف بأن تكون بلدة الثانية كونها لها مكانة خاصة عند السعوديين .
وذلك خصوصا الشباب، الذين تربوا على أن أساتذتهم في المدرسة مصريين، وأنها الآن تمر بمرحلة بناء ونهضة شاملة وتنفذ خطة طموحة يتولاها الرئيس السيسي بنفسه ويعاونه فريق كفء من الوزراء والمسئولين”.
وأضاف وزير الإعلام السعودي أنه كذلك فالبصمة الثقافية التي تركتها مصر على مدار التاريخ في قلوب السعوديين كبيرة جدًا، فالجميع كان يحب صوت أم كلثوم، وكذلك المسرحيات والأفلام المصرية.
مضيفًا الإشادة بـ اللكنة المصرية دخلت جميع الشعوب وخاصة السعوديين، مما جعل هناك ارتباط خاص بين السعودية ومصر، والتليفزيون المصري طول عمره داخل البيوت السعودية وكذلك الإذاعة المصرية.
كما أضاف أيضًا القصبي أن مصر خاضت مخاض صعب، ودخلت مراحل تاريخية وظروف صعبة، إلا أن هناك حراك جدي ملموس في مصر وهناك بوصلة للتطور والتقدم على الطريق الصحيح.
قائلًا: كلنا نعرف أن المشوار طويل لكن المهم العزيمة والإرادة والانجازات على الأرض أكبر دليل على ذلك، كذلك نشيد بالنمو الذي يحدث في مصر رغم كل الظروف وهناك تحسن في وضع العملة والمخزون المالي، مضيفًا أن مصر مبروكة بأهلها وطيب أهلها.
وأوضح وزير الإعلام السعودي أن العلاقات المصرية السعودية قوية جدًا، فهمها كالعينين في الرأس الواحدة، ومصر هي السد الاحترازي للوطن العربي أجمع، وهناك تفاهم كبير بين قيادات الدولتين.
كما أضاف خلال كلمته أن التاريخ يؤكد أن الشيطان لن يستطيع أن يدخل بين المصريين والسعوديين والعلاقات وطيدة للغاية بين الطرفين، ولا غنى لمصر عن العرب ولا غنى للعرب عن مصر.
وعلى هامش الاجتماع قال القصبي معربًا عن رغبته في فتح مجالات التعاون المشترك بين وسائل الإعلام في الدولتين، وأن تتوحد جهودهما لخدمة القضايا التي تهم العالم العربي والإسلامي.
وأَاف أن الدولتين يعملان على تنفيذ شراكة استراتيجية بين المؤسسات الإعلامية في البلدين، وأن نبني علاقات مؤسسية واضحة، وقال أنه سيكون هناك تنسيق خلال الأيام القادمة لوضع برامج محددة إعلامية وتدريبية بمدد محددة، لتكون انطلاقة إعلامية مشتركة، وسيكون هناك زيارات متبادلة هامة.
وعن القضايا والملفات الإقليمية ، أكد القصبي، أن السعودية هي أكبر داعم لليمن ولشعبها، وأنها لا تريد إلا استقرار الأوضاع في اليمن، ونعمل على تهدئة الأوضاع، والشعب السعودي واليمني أشقاء.
كما أضاف الوزير السعودي إنه يوجد بالسعودية ما يقارب المليون يمني، وعن إيران أكد أن إيران تحاول تصدير أفكار منسوبة زورًا للإسلام وأنها تعادي السعودية منذ زمن بعيد، رغم أن السعودية تتعامل معها بكظم الغيظ ومدت لهم يدها أكثر من مرة.
أزمة سد النهضة
وإزاء أزمة سد النهضة الإثيوبي، أكد القصبي أن السعودية داعمة لحقوق مصر المائية، وأنه يقوم بإثارة الأمر خلال لقاءاته مع سفراء الدول المختلفة لأن الأمر يعد استفزاز فعلي لمصر.
كما أضاف الوزير السعودي أن أمن مصر من أمن السعودية، والسعودية كانت وما زالت داعمة ومؤمنة بحقوق مصر المائية، وقال: أرجو أن تفوز السياسية والدبلوماسية ويحل الأمر قريبًا.
وأضاف أن السعودية تتفهم التقارب المصري التركي الحالي، مضيفًا أن مفهوم السياسية أنه لا عدو في السياسة ولا كره ويجب أن نكيف أنفسنا مع المستجدات.
حق مصر
وختامًا لكلمته أشار الوزير السعودي إلى أنه يجب الاستفادة من الخبرات المتبادلة بين مصر والسعودية، ويجب أن يكون هناك تعاون مشترك خلال الفترة القادمة.
مضيفًا إنه سيكون هناك ملتقى سنوي إعلامي مصري سعودي، يتم خلاله وضع ورقة عمل إعلامية مشتركة، يأتي على رأسها الإعلام الرقمي والإنتاج الإعلامي المشترك.
وعن الحج وأداء الفريضة قال، القصبي أن العالم تغير بالكامل بعد كورونا، وأصبحت الصحة عملة عالمية والوعي الصحي زاد والمواصفات الصحية زادت.
وأتم القصبي كلمته قائلًا: أن من مصلحة السعودية عودت إقامة شعائر الحج مره أخرى، لكن جائحة كورونا صعبت الأمر باعتباره عدو خفي سريع الانتشار مميت متحور ولا ينبغى أن يصبح الحج وسيلة لانتشار الفيروس.