النفط الإيراني.. تسعى إيران، بالتعاون مع حزب الله لمد لبنان بالوقود، حيث تحركت سفن نفطية إيرانية باتجاه لبنان، لكنها في النهاية لا تمثل حلاً نهائياً للأزمة.
ومنذ إعلان حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، عن استجرار سفن نفطية إيرانية، ازدادت التخوفات في الشارع اللبناني من أن هذه السفن قد تحمل عقوبات دولية مع النفط.
قال محمد محسن أبوالنور ،الخبير في الشؤون الإيرانية، إن لبنان يحتاج إلى المازوت، وليس النفط وهو مادة نادرة وأغلى من النفط نوعاً ما، مشيراً إلى أن حزب الله هو مؤسسة أنشأتها إيران في لبنان عام 1983 للسيطرة على الوضع في دولة جارة لإسرائيل، ولهذا كانت تحتاج إلى دولة لها حدود مع إسرائيل كي تستطيع التصعيد ضد الاحتلال.
وأشار إلى أن حزب الله يتركز بشكل أساسي في ديار عامر على الحدود الإسرائيلية، وبالتالي تستخدم إيران حزب الله كأداة للمناوشات وإنزال العقاب على إسرائيل.
لماذا الآن؟
وتساءل لماذا لم ترسل إيران هذا النفط سابقاً رغم أن لبنان يعاني منذ عام 2015 تقريبًا؟
من المؤكد أن إرسال النفط في هذا الوقت هو محاولة للتملص من العقوبات الأمريكية، بعد أن فرضت أمريكا عقوبات على النفط الإيراني في 4 أغسطس 2018، كما أنها تستخدم لبنان كورقة ضغط على المفوض الأمريكي في جولات مفاوضات فيينا المتعلقة بإعادة إحياء الاتفاق النووي، حتى يكون لإيران ورقة ضغط على دولة جارة لإسرائيل وتستخدم هذه الورقة كأداة تفاوضية في فيينا، مشيراً إلى أن السفن الإيرانية لم تصل إلى لبنان حتى الآن.
وتقع إيران تحت عقوبات أمريكية صارمة، حيث أعادت واشنطن فرض حزمتي عقوبات على طهران في أغسطس 2018، ضمن حملة الضغط القصوى التي تهدف من خلالها لإجبار إيران على الجلوس لطاولة مفاوضات.
واستهدفت العقوبات الأمريكية ضد طهران قطاعات عديدة من بينها تجارة النفط، والتحويلات الرئيسية للريال الإيراني، أو حسابات مصرفية خارج إيران، أو بنوك تخضع لنفوذ الريال الإيراني.
ونص العقوبات الأمريكية، يؤكد أن حصول لبنان على النفط الإيراني يضع بيروت تحت طائلة العقوبات الأمريكية.
BREAKING, VISUAL CONFIRMATION: The Iranian handysize tanker FAXON (9283758) is discharging 33,000 metric tons of gasoil. Unable to deliver directly by sea to Lebanon due to sanctions, the vessel went instead to Baniyas, Syria for land transfer. Shall require 1,310 truckloads. pic.twitter.com/Z2kL8wyuTE
— TankerTrackers.com, Inc. (@TankerTrackers) September 14, 2021
أهمية نقل الغاز
وأضاف أن أهمية هذا المشروع تكمن في عودة مصر إلى الإقليم وهو يثبت للدول العربية أنه يمكنها الاستناد على مصر في أي مشكلة لأنها المرة الأولى منذ فترة كبيرة تعتمد فيها دولة عربية على دولة عربية أخرى دون الحاجة إلى قوة إقليمية.
وأكد أن الوجود المصري يقلل من النفوذ الإيراني على الساحة اللبنانية ويوضح أن إيران يمكن الاستغناء عنها، مشيراً إلى أن أي تنافس مصري إيراني سيكون في صالح مصر بالتأكيد.
واستبعد أن يتم تطبيق العقوبات على إيران، لأن بايدن دخل في مرحلة تهدئة مع إيران ويريد أن يستقطب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي إلى الجولة التابعة من فيينا، ولذلك ليس من المنطقي إقرار عقوبات جديدة وإبعاد طهران عن المفاوضات.