انطلقت اليوم الأربعاء أعمال ورشة عمل “المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام قضايا حقوق الطفل“، والتي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) عبر تقنية الزووم.
واستهدفت ورشة العمل التي عقدت تحت شعار “إعلام صديق للطفولة” تنمية مهارات الإعلاميين في وكالات الأنباء والإذاعات والقنوات الفضائية والمنصات الالكترونية، ومؤسسات منظمة التعاون الإسلامي، حول المبادئ المهنية التي يجب مراعاتها عند معالجة قضايا حقوق الطفل إعلامياً وكيفية تطبيقها، وذلك بمشاركة أكثر من 90 إعلاميا من مختلف دول العالم العربي والإسلامي.
وأشار الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في كلمته الافتتاحية إلى أن هذه الورشة تقدم جهدا علميا وعمليا تطبيقيا، من خلال المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام قضايا حقوق الطفل – كأحد مكونات مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي – الذي ينفذ بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” وجامعة الدول العربية.
وأوضح أن مشروع المرصد بمكوناته يستهدف توفير آلية للرصد والتحليل والمتابعة والتقويم، وذلك من أجل الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا تنشئة وحقوق الطفل، وصولاً إلى إعلام صديق للطفولة.
وأكد أن الظروف الراهنة والواقع غير المسبوق الذي نعيشه اليوم عكس أهمية الإعلام، وفرض عليه أدوارا جديدة في ظل التقدم التكنولوجي وما احدثته جائحة كورونا من تداعيات، وهو ما دفعنا أن نطمح من خلال تطبيق تلك المبادئ إلى وجود إعلام مهني يعلي المصلحة العامة، ويراعي الإنسانية والعدالة الاجتماعية والمساواة والإنصاف، ويحترم الحقوق والخصوصية.
وطالب بإعلام يقدم المعلومة الصحيحة، ويساند ويناصر كل الجهود التنموية، ويكون صوتا لكل الفئات المهمشة والضعيفة بما فيهم الأطفال، ويساهم في تنشئة جديدة تدعو إلى إعمال العقل والتمكن من عصر الثورة الصناعية الرابعة ويتماشي مع مقتضيات مجتمع المعرفة.
من جانبه.. أعرب أحمد بن عبد الله القرني المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) في كلمته – التي القاها نيابة عنه محمد اليامي مساعد المدير العام – عن ترحيبه بباكورة التعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية بعد توقيع مذكرة التعاون المشترك بما يخدم قطاع عريض من قطاعات المجتمع، وهي ورشة “المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام قضايا حقوق الطفل”.
وقال إن هذه الورشة بالغة الأهمية لترسيخ المبادئ المهنية للعاملين في ميدان الإعلام عن معالجة قضايا الطفولة، وانها تأتي في سياق مخرجات الملتقى الإعلامي الأول والذي نظمه الاتحاد برعاية الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير الإعلام المكلف بالمملكة العربية السعودية، رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد، في مايو 2020.
وأضاف أن الملتقى خرج بحزمة من التوصيات، كانت بمثابة خارطة طريق وبرنامج عمل لمساعدة وسائل الإعلام للقيام بمسؤولياتها في شتى المجالات التنموية في إطار المشروع التدريبي لتنمية مهارات الإعلاميين، والذي يستهدف في مرحلته الأولى تدريب 2200 إعلامي.
وبدوره، أكد عبد اللطيف الضويحي أمين عام جائزة الأمير طلال العالمية للتنمية ومدير الإعلام في برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” أن أجفند – ومنذ التأسيس – أولي قضايا الطفل والطفولة أهمية بالغة، بالإضافة إلى مجالات أخرى تتعلق بالشمول المالي وتمكين المرأة والتعليم المفتوح ودعم المجتمع المدني.
وأشاد بالإهتمام والجهود المخلصة والدؤوبة لعقد هذه الورشة حول “المبادئ المهنية في معالجةِ الإعلام قضايا حقوق الطفل”، والتي تتناول قضية حيوية في زمن هو من أصعب الأزمنة وأحلك الظروف التي تواجهها البشرية جمعاء، وخاصة ما تكابده الطفولة من تحديات صحية وظروف معيشية وتعليمية في غاية الصعوبة.
وخلال فعاليات الورشة ، قدم الخبير الرئيسي للمبادئ المهنية الدكتور عادل عبد الغفار عميد كلية الإعلام بجامعة النهضة واستاذ الإعلام بجامعة القاهرة والمستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي عرضا حول تلك المبادئ المهنية، حيث أشار إلى أن الرصد الإعلامي لانتهاكات الإعلام لحقوق الأطفال قد أبرز أن تلك الانتهاكات فى التغطية الإعلامية لشئونهم وقضاياهم ظاهرة عامة لا تخص قطرا دون غيره، وأنها تنتشر في وسائل الإعلام التقليدية والجديدة على السواء.
وأكد أنها تشمل كل الأشكال والقوالب الفنية الإعلامية المختلفة، وأن السبق الإعلامي والإثارة الصحفية يأتيان دون مراعاة لأي قيم مهنية، أو الآثار النفسية والاجتماعية السلبية الناتجة عن افتقاد القيم المهنية فى تغطية حوادث الاعتداء الجسدى والجنسى على الأطفال.
ولفت الى أن منهجية إعداد هذه المبادئ قد استندت على مبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وتحليلاً لمهنية العمل الإعلامي من منظور حقوق الطفل فى المواثيق الصادرة عن منظمات دولية ومؤسسات إقليمية وعربية، وكذا المواثيق الصادرة عن مؤسسات إعلامية.
وأشار الدكتور عادل عبد الغفار إلى أن المبادئ المهنية تتضمن المبادئ العامة والخاصة لمعالجة الإعلام قضايا حقوق الأطفال وفق سبعة محاور شاملة هى مشاركة الأطفال فى إنتاج المحتوى الإعلامى، والتغطية الإخبارية لقضايا حقوق الأطفال، ثم التعامل الإعلامى مع كل من الإعلانات التى تستهدف الأطفال، وقضايا الأطفال التى تنشر عبر الإعلام الجديد، والأطفال ذوى الإعاقة، والأطفال الموهوبين، والأطفال في وضعية الشارع.
ودعا الدكتور عادل عبد الغفار الإعلاميين الى أن يكونوا أكثر حساسية عند تناول قضايا حقوق الأطفال، مشيراً إلى أن بعض الأطفال أكثر عرضة للقلق حول الأحداث التي تغطيها وسائل الإعلام نتيجة عوامل تؤثر في ردود فعلهم.
وطالب بضرورة مساعدة الأطفال على الشعور بالأمان عند وقوع الأحداث المؤلمة، وعدم تقديم صور مخيفة أو محزنة للأطفال أو صور تشجعهم على تبني سلوكيات عنيفة أو معادية للمجتمع.
وأكد أهمية الالتزام الصارم بالمبادئ المهنية عند استخدام صور الأطفال وتجنب استخدامها بطريقة تمتهن كرامتهم أو تقتحم خصوصيتهم في الأزمات والصراعات، مشيراً إلى ضرورة النظر بحساسية شديدة تجاه حرية الإعلامي في التصرف أثناء إجراء المقابلات وإعداد التقارير حول الأطفال في بعض الجرائم بخاصة من يتعرضون للاعتداءات الجنسية.
وأكدت مداخلات الحضور في الورشة من الإعلاميين، والتي أدارها الاستاذ حازم عبده رئيس قسم الشئون الخارجية باتحاد يونا ، أهمية الإعلام وقدرته في احياء قضايا هامشية ووضعها في بؤرة الاهتمام وعلى أجندة صانع القرار، كما يمكن أن يحدث تهميشا وتغييبا لقضايا أخرى.
وأوصوا بعدد من التوصيات على أهمية دور الإعلام في إيجاد وعي وحس مشترك، والاهتمام بالتربية الإعلامية، وسن وتفعيل التشريعات المتعلقة بحماية الحقوق والخصوصية، وبناء الشراكات وتعميقها، مع الاستمرار في تدريب للإعلاميين، وتقديم أفضل الممارسات الإعلامية الإيجابية، وأخيرا متابعة جودة الأداء الإعلامي عبر التقارير.
يذكر بأن هذه الورشة تأتي في إطار تفعيل مذكرة التعاون التي أبرمت بين المجلس العربي للطفولة والتنمية واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، وضمن مبادرة اتحاد يونا لتنمية مهارات 2200 إعلامي في دول منظمة التعاون الإسلامي والتي شرع في تنفيذها في مايو 2020، وتواصلا مع سلسلة الورش التي عقدها المجلس العربي للطفولة والتنمية مع الشركاء في أكثر من 14 دولة عربية تحت شعار إعلام صديق للطفولة.