يقول الله في القرآن “ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما”، ويقول في الإنجيل “أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض”.. لكن هذا الابن لم يراع أي اعتبارات دينية أو إنسانية تجاه الأم، وفعل العكس، في حادثة بشعة.
في مدينة دسوق بـ كفر الشيخ، تعيش الحاجة دولت محمد، عمرها 70 سنة، منذ 15 عاما غرفة واحدة، بعد أن طردها ابنها الوحيد من شقتها.
بدأت القصة المؤلمة للأم المسكينة عندما طمع الابن العاق في معاش زوجها الراحل، قال لها: “عايز نص المعاش وخليلك النص”، لكن المبلغ كله لم يكن يكفيها مستلزمات المعيشة.
انتقلت “دولت” إلى غرفة مجاورة للمنزل، وكان ابنها يثقل عليها بحساب فواتير المياه والكهرباء، ويعتدي عليها في “الرايحة والجاية” كما يقولون.
في نفس الوقت، ترى السيدة العجوز أشخاص أغراب يدخلون ويخرجون ويسهرون في منزلها الأصلي حتى ساعات متأخرة من الليل، بينما هي طريدة البيت، وعندما تشكو تواجه بـ”علقة” على يد الابن.
دعونا نتعرف على هذا العاق أكثر. يعمل الابن “م” في مهنة السباكة، أمواله لا تخرج من جيبه إلى أمه أوشقيقته، وأفعاله تلقى استياء الجيران والأقارب الذي ينقذونه الحاجة “دولت” من بين يديه في كل مرة يعتدي عليها.
ماذا جنت الحاجة “دولت” من كل هذا؟ إنها لم تُحرم من منزلها أو المعاملة الحسنة فقط، لكنها تعاني حاليا تشوهات دموية في وجهها، هذا الوجه الذي سيشهد على الابن العاق يوم الحساب.
ففي مرة من مرات الاعتداء عليها، انفرد الابن العاق بأمه، وأغلق باب الغرفة، وعاجلها بلكمات شديدة في وجهها، وركز أكثر على عينيها اللتين انتفختا.
الآن، تبقى آثار الاعتداء على وجه الحاجة “دولت” شاهدة على هذه الأمومة الصابرة، وعلى هذه البنوة الجاحدة، ويتبقى لها العلاج السريع لعينيها، كي لا تفقد نور الحياة كما فقدت الرعاية والبر.