أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس، برئاسة المستشار وجيه حمزه شقوير حيثيات حكمها الصادر علي كل من وليد عبد الرحمن ، محمد اسامة وشهرته محمد الصغير بتهمة قتل ” مريم فتاة المعادي ” بالاعدام شنقا عما اسند اليهما وبمعاقبة وليد عبد الرحمن بالحبس مع الشغل لمدة سنة واحدة وتغريمه عشرة الاف جنيه عما اسند اليه عن التهمة الاخيرة الواردة بامر الاحالة ومصادرة السلاح الناري والسلاح الابيض والذخيرة المضبوطة والزامهما بالمصاريف الجنائية وبراءة محمد عبد العزيز وشهرته حماصه مما اسند اليه من اتهام واحالة الدعوي المدنية الي المحكمة المدنية المختصة
قالت المحكمة في حيثيات حكمها ان الواقعة حسبما استقرت في يقينها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحكمة تتحصل في ان المتهمين وليد عبد الرحمن ، محمد اسامة اتفقت رغبتهما الجامحة في الحصول علي المال الحرام أينما وجد بدلا من البحث عن طريق شريف يمكنهما من بلوغ مقصدهما ، فقد سلكا طريق الشر ،وبدأت محاور فكرهما تتلمس المال الحرام ولو عن طريق الغدر وسرقة الأبرياء وازهاق أرواحهم لتحقيق غايتهما
واضافت المحكمة ان المتهمان استأجرا سيارة اجرة ” ميكروباص ” لتنفيذ ما سبق وأن انتويا عليه وعقدا العزم علي ذلك وأعدا العدة لتنفيذ جرمهما فتسلح الاول بسلاح ناري ” فرد خرطوش ” وتسلح الثاني بسلاح أبيض ” مطواة ” داخل طيات ملابسهما وأخفي الاول لوحتي السيارة الامامية والخلفية بماجة لزجه ” شحم ” وهداهما تفكيرهما الآثم الي اختيار دائرة المعادي الهادئة مكانا لتنفيذ جرمهما وتوجها سويا الي هناك للبحث عن ضحية
واشارت المحكمة تصادف خروج المجني عليها مريم محمد علي من عملها في هذا الوقت لحظها السيئ وأبصراها تسير لحال سبيلها بتقاطع شارع 86 مع شارع القناة فأعدا العدة للانقضاض علي فريستهما واذ هي حاملة لحقيبة علي كتفها خلف ظهرها وتسير في رحاب ربها في طريقها لمسكنها اندفع نحوها المتهم الاول حال قيادته للسيارة رقم ب د 5922 ودنا منها الي ان اضحت في متناول يد المتهم الثاني الجالس بالمقعد الخلفي لقائد السيارة حتي قام بجذب حقيبة ظهرها محاولا انتزاعها الا انها تمسكت بها مقاومة اياه بكل قوتها وأخذت في الصياح والأستغاثة بالمارة لعل احد ينقذها واستمر المتهم الثاني في جذب الحقيبة مع تشبث المجني عليها بها حتي صدمها متعمدا بقوة باحدي السيارات المرابطة علي جانبي الطريق فاختل توازنها وتم سحلها أرضا حتي استخلص منها الحقيبة ودهساها أسفل عجلات السيارة دون رحمة وفاضت روحها الي بارئها وتمكنا من الفرار بالمسروق مرتكبين جرمهما الآثم مقابل حفنة قليلة من المال لم تتجاوز خمسة وثمانون جنيها تناولا بها وجبة طعام
كشفت المحكمة عن انه اثبت تقرير الصفة التشريحية أن الوفاة تعزي الي الاصابة الرضية الجسيمة بالرأس و ما أحدثته من كسور بعظام الجمجمة وتكدمات بسطح المخ أدي الي ضغط علي المراكز الحيوية والوفاة وأثبت تقرير المعمل الكيماوي أن المتهم الاول متعاطيا لجوهر الحشيش المخدر
ووضحت المحكمة ان الواقعة ثبت صحتها وصحة اسنادها الي المتهمين وليد عبد الرحمن ، محمد اسامة من جملة شهادة بعض الشهود والضابط اسلام ابو بكر ، والضابط ايمن محمد وتقرير الطب الشرعي وتقرير الادارة العامة للادلة الجنائية وتقرير المعمل الكيماوي واقرار المتهمان بالتحقيقات بارتكابهما واقعة السرقة
كشف امر الاحالة قيام المتهمان الاول والثاني بقتل المجني عليها مريم محمد علي عمدا بأن اندفع نحوها المتهم الاول حال قيادته للسيارة ب.د 5922 بالطريق العام ودنا منها الي ان اضحت في متناول يد المتهم الثاني وما ان ظفرا بها حتي قام بجذب حقيبة ظهر المجني عليها رغم تثب المجني عليها بها فصدمها بسيارة متوقفة بجانب الطريق ودهسها اسفل عجلات سيارتهما قاصدين من ذلك ازهاق روحها ليتمكنا من الفرار بالحقيبة فأحدثا بها الاصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي اودت بحياتها
اضاف امر الاحالة اقترنت الجناية بجناية اخري وهي سرقا المبلغ النقدي والمنقولات المبينة قدرا وقيمة المملوكة للمجني عليها
اشار امر الاحالة ان المتهم الاول احرز سلاح ناري فرد خرطوش ومخدر الحشيس للتعاطي والمتهم الثاني سلاح ابيض مطواة
كما اشار امر الاحالة الي اشتراك المتهم الثالث بطريقي الاتفاق والمساعدة مع المتهمين الاول والثاني في ارتكاب الجريمة بأن امدهما بالسيارة خاصته ب.د 5922 بغية استخدامها في ارتكاب الواقعة مع علمه بها فوقعت الجريمة