كتبت: سماح عثمان
إزاي كانت في ورشة؟ إزاي كانت سند؟ إزاي كانت رجولة دي بنت أصلاً مش ولد؟، هناك مهن كثيرة اعتاد الناس بربطها للرجال فقط كونها شاقة وصعبة ولكن النساء قادرات فمن أجل لقمة العيش الحلال اقتحمن السيدات تلك المهن الصعبة، “أوان مصر” تسرد قصص نساء تحدوا الصعاب واخترقوا الحواجز.
عبير.. أول حلاقة رجالي بمصر
الباديكير وتنظيف البشرة أهم مايطلبه الرجال في الصالون
“بمقص ومشط ” تقف عبير من أصول صعيدية لتمتهن مهنة الرجال دون اكتراث لكلام الناس ولا نظراتهم، قائلة “لقمة العيش مفيهاش كسوف ولا خجل”، تحكى عبير قصتها وماهي الظروف التي جعلتها تعمل بمهنة اعتاد الرجال على العمل بها، حتى حصلت على لقب “أول حلاقة في مصر”.
تقول “عبير مصطفى” توفي أبي منذ الصغر وتركنا بناتا دون أخ في إحدى القرى بصعيد مصر، اضطررنا للجوء إلى القاهرة للبحث عن عمل، بدأت أعمل في الصالونات النسائية وصادفنى القدر للعمل مساعدة حلاق بصالون رجالي،كنت مخطوبة أثناء عملي في صالون رجالي وكان الأمر غريبا لكل زبائن الحلاق حتى اعتادوا على ذلك .
لم يشكل عملي مشكلة بالنسبة لزوجي ولم يؤثر على حياتي الأسرية بل بالعكس ساندني ووقف بجانبي وأسس لي الصالون الخاص به.
صالون عبير للرجال، لم يقتصر على الحلاقة فقط بل شمل تنظيف البشرة وتقليم الأظافر والباديكير”تنظيف القدمين” مع مراعاة مرضى القدم السكري وزبائني يطلقوا عليَ لقب نجمة الموس.
لقاء.. ميكانيكية منذ نعومة أظافرها
وإلى أقصى صعيد مصر وبالتحديد في محافظة الأقصر تحت السيارات تفترش وتمسك بمعداتها لتصبح أول ميكانيكية في مصر، “لقاء الخولي” فتاة عشرينية تعلمت الميكانيكا من والدها منذ وهى طفلة تبلغ 11 عاما .
كانت لقاء تقف بجوار والدها الذي يملك ورشة ميكانيكا لتتعلم منه أصول المهنة وتضاريسها، حتى أصبحت تحترفها ، ولم يمانع والدها في عملها معه بالورشة حتى ذاع صيتها وكان اسمها ضمن المكرمين من الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم، واصفة تكريم الرئيس لها بالحافز الذي شجعها للاستمرار في حلمها ولا ترغب في التوقف عنه
ومن طموحات لقاء، إنشاء مركز الصيانة الخاص بها والوصول للعالمية وتعليم الفتيات مهنة الميكانيكا .
وأشارت لقاء إلى أن عملها في مجال صعب كالميكانيكا جعلها تنهي المصطلح الذي يطلقه البعض على عدد من المهن بأنها مهن للرجال فقط، فالمرأة بالمجتمع المصري لها حقوقها التي حصلت عليها ولها كيانها المستقل..
وتؤكد الفتاة الأقصرية التى حصلت على دبلوم تجارة فى تعليمها أنها كغيرها من باقى فتيات الصعيد كان الجميع ينظر إليها نظرة غير سوية لعملها فى ورشة الميكانيكا ولكن كانت لا تبالى بحديثهم أو أفكارهم، حيث أنها تعمل لخدمة أسرتها ومساعدة والدها ولم تفكر يوماً فى أن العمل عيب أو حرام على الأنثى.
نيرمين..عوضت مرض زوجها بالعمل في النقاشة
نرمين ناجح سيدة ثلاثينية لجأت للعمل في النقاشة والدهانات، معتمدة على سلم مزدوج وفرشاة و”جردل” معلق في كتفها وتصعد لتدهن الأسقف والحوائط بشكل احترافي عجز كثير من الرجال الوصول لهذا المستوى من الدقة، نجحت “نرمين” في اقتناص لقب أول نقاشة في مصر.
اضطرت نرمين للخروج للعمل بعدما اضطرتها الظروف إلى الخروج للعمل ومنافسة الرجال بعد مرض زوجها وعدم قدرته على العمل وفي عاتقها أربعة أطفال في مراحل التعليم.
تحلم نرمين بنت محافظة الفيوم بشراء شقة في القاهرة لأنها أرهقت من مشقة السفر نظرا لأن معظم زبائنها من القاهرة .
وعن سر لجوء الزبائن لها تقول نرمين، إتقاني عملي والوصول لدرجات الألوان الذي يطلبها الزبون واتقان دهان الحوائط والأسقف وحتى دهان الأبواب والأثاث المنزلي.