كتبت هدى عامر
أخبروني ..أي امرأة عربية تستطيع أن تتحمل ما تحملته المرأة اليمنية من حروب, انتهاكات و تشريد في قرى بعيدة منسية أو مخيمات اللاجئين منذ سنين وكوفيد 19 منذ شهور الذي اجتاح العاصمة اليمنية صنعاء وصولا إلى شمالي البلاد؟
فكم من سيدة وجدت ابنها مقتولا على أيادى المتنازعين على حكم البلاد أو يجدون أنفسهم في مواجهة أخرى أشد ضراوة مع الأوبئة الفتّاكة، كالكوليرا وفي مقدمتها أنفلونزا الخنازير، بالتزامن مع انهيار القطاع الصحي في البلاد وتردي الخدمات الطبية وفرض جماعة الحوثي إجراءات توصف بـ”التعسفية” ضد المنظمات الدولية؟.
ولادة قاتلة
تضطر بعض النساء خصوصا الحوامل اللاتي يعشن في المناطق التي تشهد غارات جوية أو اقتتالات عسكرية بميلشيا الحوثيين مع السعوديين, أن تجلب قابلة أو طبيبة إلى المنزل لصعوبة حروجها وولادتها في المشفى فعلى سبيل المثال السيدة “بشرى” في حوار لها على قناة dw الألمانية أنها فقدت رضيعها بسبب خوفها من الخروج للمشفى لأانها تعيش في منطقة مشتعلة بالصواريخ الجوية والحروب مما أفقدها ابنها لأن منزلها لا يحتوي على جهاز أكسجين كما في المشفى.
غياب الرجل
ويرى الخبير الاجتماعي الدكتور أحمد حمود أن المرأة اليمنية في ظل الحرب تعاني من ظروف النزوح واللجوء والتهميش وتفاقم مشاعر الحزن وخيبة الأمل. قائلا: “الحروب زادت من مشاكل المرأة اليمنية ومسؤولياتها: فهي تسعى الى سد الثغرات الاقتصادية للأسرة التي يخلفها غياب الرجل في المعارك، كما إن الحرب أدت الى اتساع رقعة الفقر بين النساء و جعلتهن اكثر عرضة للتعدي على حقوقهن“.
الصراع المسلح
في تقرير لحقوق الإنسان وثقت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان العديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق اليمنيات, فقد سجلت حوالي 16667 انتهاكا منذ الفترة 2014 حتى 2019 موزعة على 19 محافظة، وتنوعت الانتهاكات بين 919 حالة قتل، و1952حالة إصابة، بالإضافة إلى 384 حالة اختطاف واختفاء قسري وتعذيب.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك أكثر من مليوني يمنية في سن الإنجاب، منهن أكثر من ثلاثمئة ألف حامل يواجهن خطر التعرض للمضاعفات التي تشكل خطرا مباشرا على أرواحهن إذا لم يحصلن على الرعاية العاجلة والأدوية.
ووصل مستوى الفقر في اليمن الى اكثر من 81% من عدد السكان وهو مايعني ان قرابة 21.5 مليون نسمة اصبحوا تحت خط الفقر.
واوضح عبد الحفيظ ان التقديرات الاخيرة تشير الى دخول مايزيد عن 14مليون نسمة في مرحلة انعدام الامن الغذائي، وان قتلى وجرحى الصراع من المدنيين خلال عام ونصف وصل الى قرابة 10000مواطن ومواطنة، وان نسبة 30%منهم اطفال ونساء.
وقال “يصل عدد الجرحى والمصابين الى اكثر من 25الف مصاب وجريح، وهناك قرابة تسعة الاف مواطن معتقل او مخفي قسريا معتقلا خارج اطار القانون مع الاستخدام لهم كدروع بشرية.
“زواج القاصرات”
تحظي طاهرة زواج القاصرات باهتمام ريفي لأنها تعد البيئة الخصبة لها وباهتمام شعبي ورسمي بعد بدء الحروب في اليمن إثر ثورة 2011, لكن زواج القاصرات باتت أخيرًا ضمن القضايا الهامشية وتراجَعَ التركيز عليها أمام ملفات كبرى تسببت بها الحرب التي تعصف بالبلد الفقير منذ نحو أربعة أعوام، إذْ بات الجوع يهدد حياة 13 مليون شخص (ما يقارب نصف عدد السكان)، ما جعل الأمم المتحدة تطلق تحذيراتها من خطورة أن “يتحول الأمر إلى أسوأ مجاعة في العالم منذ قرن”
تعلم لأجل حماية
حسبما أفادت رويتزر عن إقامة تدريبات وورش لفنون القتال والدفاع عن النفس بالأسلحة النارية بالعاصمة اليمنية صنعاء, فيرتدين زيا موحدا أحمر, أبيض وأسود ويقمن بحركات معاكسة لقيام المدربة بتدريبهن على أبرز الحركات اللاتي ربما يتعرضن لها أثناء الحروب والاشتباكات المسلحة لا سيما الاغتصاب والاعتداءات فيتطلب منهن صلابة جسد وقدرة على تحمل الضربات العنيفة.