قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد بأن أعداد النازحين في حلب وإدلب تخطت حاجز المليون شخص، وذلك بعد اتساع رقعة العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام وروسيا.
ولفت المرصد إلى أن التصعيد العسكري الأخير الذي أطلقته قوات النظام في إدلب وحلب (منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي)، أدى إلى أكبر موجة نزوح على الإطلاق، حيث أجبر نحو مليون وخمسة آلاف مدني على النزوح من منازلهم، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، نظراً لعدم توافر الحد الأدنى من متطلبات الحياة واكتظاظ مناطق النزوح بالمدنيين”.
النازحين السوريين
وأوضح المرصد أن ارتفاع أعداد النازحين جاء مع اتساع رقعة النزوح لتشمل مناطق جديدة بعد فتح قوات النظام لجبهات جديدة كمحاولتها التقدم بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي وحصارها مناطق عدة.
وتدعم كل من تركيا وروسيا طرفا مختلفا في الحرب الدائرة في سوريا، ولكن الهجوم الذي شنته قوات الحكومة السورية في إدلب في الآونة الأخيرة أثار توترا بين أنقرة وموسكو ودفعهما لتبادل الانتقادات.
وتركيا لها 12 نقطة مراقبة في إدلب في إطار اتفاق تم التوصل اليه في 2018 بين أنقرة وموسكو في منتجع سوتشي لمنع هجوم النظام.
ولكن رغم الاتفاق، إلا أن القوات السورية وبدعم جوي روسي، واصلت هجومها للسيطرة على المحافظة ما أدى إلى مقتل المئات. ويعتقد أن القوات السورية تحاصر أربع نقاط تركية، وهددت أنقرة بمهاجمة القوات السورية في حال لم تتراجع بنهاية شباط/فبراير.
وتقول تقديرات الأمم المتحدة، يعيش في إدلب نحو 3 ملايين مدني. وفر العديد منهم، مرة واحدة على الأقل، من القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها، حيث يخشون الملاحقة والقمع.
إدلب المعقل الأخير
وتعتبر إدلب المعقل الأخير الرئيسي للمسلحين من هيئة تحرير الشام، المقربة من تنظيم القاعدة. وبدأت قوات الأسد العام الماضي هجوما على إدلب. ورغم الهدنة، واصلت القوات الهجمات بدعم من السلاح الجوي الروسي خلال الأسابيع الماضية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد الجمعة الماضية مناقشة مغلقة حول الوضع الإنساني المتدهور في إدلب. وأعرب ممثلون من دول الاتحاد الأوروبي الموجودة حاليا، أو سابقا في المجلس، بما في ذلك بلجيكا وإستونيا وفرنسا وألمانيا وبولندا، عن قلقها البالغ إزاء “التصعيد العسكري المستمر في شمال غرب سوريا”، والذي أدى إلى نزوح واسع النطاق
ويرى عضو لجنة كتابة الدستور وعضو هيئة التفاوض السورية، فراس الخالدي، أن “إدلب تحولت لوديعة بيد تركيا لحين استكمال بنك الأهداف التركية، والذي تفشل بتحقيقه هدفاً تلو الآخر نتيجة استراتيجيات خاطئة أنتجتها منذ البداية…لقد مارست (تركيا) الاستثمار بالأزمة السورية ولا تزال تتشبث بالهدف ذاته في إدلب بالرغم من تقدم قوات النظام كثيراً”.
تركيا ممر الإرهابيين
وقال الخالدي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: “منذ إدراكها أن النظام سيتعنت أمام الثورة وأنه سيلصق تهمة الإرهاب بالثوار، لم تترد تركيا في جعل أراضيها ممراً لعبور الإرهابيين من كل بقاع العالم ليشكلوا داعش والنصرة وأحرار الشام وغيرها من الفصائل التي شوهت صورة الثورة السورية، بهدف مقايضة العالم على ملف الإرهاب نطرا لحساسية الجميع تجاهه”.
وأضاف الخالدي: “والآن، ومع حصر الإرهابيين بإدلب وريفها، تسعى تركيا إلى مقايضتهم بنفوذ أكبر في مناطق شرق الفرات وتل رفعت التي تهتم بها كثيراً. وبالطبع لن تتواني في ذات الإطار عن مقايضة أوربا”.
وتابع قائلا: “إمّا أن تدفع لها الأخيرة المزيد من الأموال وتغضّ الطرف عن كل تحركاتها بسورية، أو تُغرق العصابات التي تتخذ من السواحل التركية مرتعاً لأعمالها، الشواطئ الأوربية باللاجئين الفارين من القصف الراهن… وبالتالي فتكثيف الدوريات التركية الراهن لا يهدف إلى منع سقوط البلدات بقبضة النظام، وإنما بالمقام الأول ضبط وتوجيه حركة نزوح المدنيين والفصائل الهاربة أيضا، وتوجيههم نحو هاتين الجهتين فقط”.